أبلغت روسيا، الولايات المتحدة رسمياً، الخميس 17 فبراير/شباط 2022، أنها ستضطر إلى الرد، بما يشمل اللجوء إلى إجراءات عسكرية تقنية، إذا لم تجلس واشنطن على طاولة المفاوضات بشأن ضمانات أمنية لموسكو تكون مُلزمة، كما شددت انتقادها الشديد لواشنطن، بسبب تصريحات بايدن حول غزو محتمل لأوكرانيا خلال أيام.
فقد نشرت وكالة "تاس" للأنباء نسخة من ردود روسيا الكتابية على المقترحات الأمريكية بشأن الأمن، قالت فيها موسكو إن الخطوط الحمراء لروسيا يتم تجاهلها وإنها قلقة من تنامي النشاط العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بالقرب من روسيا.
من جهتها، أوضحت وزارة الدفاع أن الرد "العسكري التقني"، الذي تحدث عنه الرئيس فلاديمير بوتين لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول، يمكن أن يشمل مجموعة من الإجراءات، من ضمنها نشر الصواريخ والقوات والاستعانة بأدوات الحرب الإلكترونية وحتى استخدام أنظمة الأسلحة الفضائية.
تصريح بايدن
في وقت سابق من الخميس، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن "كل المؤشرات" على أن روسيا كانت تخطط لدخول أوكرانيا موجودةٌ الآن، وضمن ذلك مؤشرات على اعتزامها ممارسة عملية خداع لتبرير خطوتها.
فقد وقع تبادل لإطلاق النار بين أوكرانيا وانفصاليين تدعمهم روسيا داخل أوكرانيا، في وقت سابق من الخميس، عبر خط المواجهة الفاصل بينهما، فيما وصفه مسؤولون غربيون بأنه ذريعة محتملة اختلقتها موسكو لتبرير الغزو.
كذلك، أمر بايدن وزيرَ الخارجية أنتوني بلينكن بتغيير خطط السفر الخاصة به في اللحظة الأخيرة؛ كي يتحدث في اجتماع لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للصحفيين: "الأدلة على الأرض تشير إلى أن روسيا تتجه نحو غزو وشيك. هذه لحظة حاسمة".
رد غاضب من الكرملين
فقد ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الكرملين اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإذكاء التوتر بقوله إنه يتوقع أن تقوم روسيا بغزو أوكرانيا خلال أيام.
وتنفي موسكو نية غزو جارتها، وقالت هذا الأسبوع إنها تسحب بعضاً من قواتها التي يزيد قوامها على 100 ألف جندي، كانت قد حشدتهم قرب الحدود. وتقول واشنطن إن روسيا لا تسحب القوات لكنها في واقع الأمر ترسل المزيد.
في تصريح منفصل، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن موسكو "قلقة للغاية" إزاء التقارير المتعلقة بالتصعيد.
أوكرانيا والغرب متخوفون
في مقر حلف شمال الأطلسي ببروكسل، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: "نراهم يدفعون بمزيد من الطائرات القتالية وطائرات الدعم. نراهم يكثفون استعدادهم في البحر الأسود. الأكثر من ذلك أننا نراهم يقومون بتخزين إمدادات الدم".
كما أضاف أوستن: "لقد كنت جندياً حتى وقت ليس ببعيد. أعرف بشكل مباشرٍ أن هذه الأشياء لا تحدث دون أسباب.. ولا أحد يفعل ذلك لو كان يستعد لحزم أمتعته والعودة".
حسب وكالة "رويترز" للأنباء، فقد قدمت أوكرانيا والمتمردون المدعومون من روسيا، روايتين تدحض كل منهما الأخرى عن قصف الخميس، ولم يتسنَّ التأكد بشكل يقيني، من تفاصيل ما جرى، عبر مصدر مستقل.
لكن التقارير الواردة من كلا الجانبين أشارت إلى شيء أشد خطورة من مجرد حوادث انتهاك وقف إطلاق النار التي ترد تقارير عنها بشكل معتاد على خط التماس في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.
من جانبها، وصفت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، التقارير بأنها "محاولة مكشوفة" من قِبل الحكومة الروسية لاختلاق ذرائع للغزو.
فيما صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن القوات الموالية لروسيا قصفت روضة أطفال، فيما وصفه بأنه "استفزاز خطير". من جانبهم، اتهم الانفصاليون قوات الحكومة بفتح النار على مناطقهم أربع مرات خلال 24 ساعة ماضية.
في حين قال أوستن إن واشنطن "ما زالت في مرحلة جمع التفاصيل، لكننا قلنا منذ وقت، إن الروس قد يفعلون شيئاً كهذا لتبرير صراع عسكري".
أما الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، فقد أكد أن الحلف "يشعر بالقلق من أن روسيا تحاول اختلاق ذريعة لهجوم مسلح على أوكرانيا، لا وضوح حتى الآن أو تيقُّن من نوايا روسيا".