تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس 17 فبراير/شباط 2022، فيديو يوثق مشهداً مؤثراً لمواطن لبناني دخل في نوبة بكاء وصراخ وهو يحمل طفلته الرضيعة بين يديه يريد التخلي عنها؛ لعدم قدرته على توفير الطعام لها.
أظهر الفيديو لحظة دخول الشاب على قوة تابعة للجيش اللبناني في طريق عام بمدينة صيدا جنوب لبنان، وهو يصرخ محاولاً إعطاءهم الطفلة؛ لعدم تمكُّنه من تأمين الطعام لها، وقال: "شو بدها تاكل!"، بينما التفَّ حوله عدد من الأشخاص محاولين تهدئته.
في فيديو آخر ظهر المواطن وهو يحاول تبرير فعلته والحالة التي وصل إليها، حيث قال إنه كل يومين يحل عليه 100 ألف إلى 150 ألف ليرة لبنانية والتي لا تكفيه حتى لاقتناء علبة حليب لطفلته أو حفاضات، على حد قوله.
بينما أثارت وضعية الأب حالة من التعاطف والسخط على الوضعية التي آل إليها البلد، مُذكِّرين بحالات سابقة للبنانيين اضطرهم الفقر إلى الانتحار، إذ يشهد لبنان موجة غلاء وأزمة اجتماعية وسياسية خانقة أثرت على الطبقات المتوسطة والفقيرة من المجتمع اللبناني.
إذ فرضت الاضطرابات السياسية المرافقة لأزمة اقتصادية خانقة تحديات قاسية على الشعب اللبناني، وسط انهيار متواصل للعملة المحلية وارتفاع قياسي للبطالة، إلى جانب تداعيات جائحة كورونا التي تفاقم الأوضاع سوءاً.
كما أنه في 23 مارس/آذار 2021، حذَّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، من انعدام الأمن الغذائي في لبنان، منبّهةً من سير البلاد نحو مزيد من الفقر والجوع.
إذ أكّد ممثل المنظمة في بيروت موريس سعادة، أن "الأزمة الاقتصادية ألقت بثقلها على الأمن الغذائي". وعن مفهوم "الأمن الغذائي"، شرح سعادة لـ"الأناضول" قائلاً إن المصطلح يعني "توافر الغذاء وقدرة الفرد على تأمينه".
بينما لفت سعادة إلى أن القدرة الشرائية للمواطن في البلاد تأخذ مساراً انحدارياً، معللاً ذلك بأن "الأزمة المالية جعلت كثيراً من العائلات تضطر إلى الاستغناء عن السلع الأساسية واستبدالها بأخرى".