أظهرت صور جوية، نُشرت الأربعاء 16 فبراير/شباط 2022، جسراً روسياً عائماً على نهر "بريبيات" في بيلاروسيا، على بُعد 6 كيلومترات من حدود أوكرانيا، بُني بشكل مفاجئ، في وقت نشرت فيه موسكو فيديو يُوثق سحب بعض قواتها من عدة مواقع، وهو ما نفته واشنطن.
كما تُظهر صور أخرى التُقطت في بيلاروسيا جنوداً ومعدات في تدريبات قريبة من "بريست" وغيرها من مواقع التدريب.
ويتهم الغرب موسكو بأن مثل هذه الخطوات الروسية تُظهر عدم جدية موسكو في خفض التصعيد، واحتمالية استمرار استعدادها لغزو أوكرانيا، رغم تصريحاتها المخالفة لذلك.
في السياق ذاته صرّحت ثلاثة مصادر مطلعة لشبكة CNN، بأن مسؤولين في المخابرات والجيوش الغربية يتابعون عن كثب أعمال البناء القريبة من الحدود الأوكرانية، والتي يُعتقد أنها جزء من البنية التحتية التي تُحضرها روسيا استعداداً لغزو محتمل لأوكرانيا.
وبحسب موقع "ديلي بيست" فإن الجيش الروسي بنى الجسر الثلاثاء، 15 فبراير/شباط، وهو في موضع قريب من المنطقة المحظورة المحيطة بموقع كارثة تشيرنوبل.
وبحسب الـ"ديلي بيست" فإن خبراء يخشون أن هذا الجسر قد يكون أحد الطرق العديدة التي سيستخدمها الجيش الروسي للانتشار داخل الأراضي الأوكرانية، كما أن وزارة الدفاع البيلاروسية أعلنت الأسبوع الماضي أن القوات الروسية تدربت على تجاوز الحواجز المائية.
ورغم أن الصور لم تُظهر تجمعات لمدرعات روسية بالقرب من الجسر، فإن القوات الروسية انتشرت بكثافة على الطرق المؤدية للمنطقة.
وقال الباحث العسكري الروسي، روب لي، الأستاذ في معهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكي، إنه لاحظ دخول وحدات هندسية ومعدات عائمة إلى بيلاروسيا، في أوائل شهر فبراير/شباط.
خطر غزو أوكرانيا ما زال قائماً
نشرت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء 16 فبراير/شباط، شريطاً مسجلاً يُظهر قوات عسكرية مغادرة للقرم، إلا أن صوراً التُقطت في غرب روسيا على الحدود مع أوكرانيا، أظهرت انتشار قوات روسية جديدة.
وصرَّح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن، الثلاثاء 15 فبراير/شباط، أن خطر الغزو الروسي لأوكرانيا ما زال قائماً، رغم الادعاءات الروسية بانسحاب القوات لقواعدها العسكرية، بعد انتهاء تدريباتها قرب أوكرانيا.
كما صرّح حلف الأطلسي، الأربعاء 16 فبراير/شباط، أنه لم يشهد أي خطوات لخفض التصعيد من قِبل القوات الروسية على الأرض، ومن جهته صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه لم يلاحظ بوادر تراجع في الحشد العسكري الروسي على حدود بلاده.
وتصاعدت التوترات بخصوص غزو روسي لأوكرانيا، منذ نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن أظهرت صور جوية احتشاد قوات روسية على الحدود مع أوكرانيا، وتصريحات كييف بأن موسكو حشدت 100 ألف جندي روسي على الحدود مع دبابات ومعدات عسكرية أخرى.
وحذّر الغرب بفرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على موسكو في حال غزوها لأوكرانيا، وأعلن دعمه الكامل لكييف في أزمتها السياسية مع موسكو، كما عمل الناتو على إمداد قواته في أوروبا الشرقية، وجعلها في وضع الاستعداد لمواجهة خطر الغزو المحتمل، كما أخلت العديد من الدول أطقم سفاراتها من كييف، وناشدت رعاياها مغادرة البلاد خوفاً من الغزو.
يُذكر أن الأزمة الحالية متعلقة بمخاوف موسكو من تمدد حلف الأطلسي شرقاً وفي مجالها الحيوي، ولمطالبة الغرب باحترام الاعتبارات الأمنية لروسيا، وتقديم ضمانات كافية لعدم تجاوز الخطوط الحمراء الروسية، وأحدها عدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي.