اتهمت موسكو "كييف" بممارسة التصعيد قرب الحدود الأوكرانية، قائلاً إن الوضع "قد يشتعل في أي لحظة"، وذلك بعد أن اتهمت وسائل إعلام روسية القوات الأوكرانية بفتح النار على أراضي لوغانسك الانفصالية المؤيدة لروسيا مستخدمة قذائف الهاون، فيما نفت أوكرانيا ذلك.
في تصريح للكرملين، الخميس 17 فبراير/شباط 2022، جاء فيه إن "استفزازات أوكرانيا في دونباس تصاعدت خلال آخر 24 ساعة"، مشيراً إلى أنه قلق بشدة بشأن تصاعد العنف في شرق أوكرانيا، ومعبراً عن أمله في أن يستخدم الغرب تأثيره على كييف لمنع المزيد من التصعيد.
اتهامات متبادلة
وسائل إعلام روسية قالت، صباح الخميس، إن قوات الأمن الأوكرانية فتحت النار على أراضي لوغانسك شرق أوكرانيا أربع مرات، مستخدمة أيضاً قذائف الهاون المحظورة بموجب اتفاقيات مينسك، فيما نفت القوات الحكومية الأوكرانية استهداف مواقع شرق البلاد، مشيرة إلى أن مواقعها هي من اُستُهدفت بأسلحة محظورة.
وقال ضابط في تمثيلية لوغانسك للصحفيين: "إن التشكيلات المسلحة لأوكرانيا انتهكت بشكل صارخ نظام وقف إطلاق النار، مستخدمة أسلحة، وفقاً لاتفاقيات مينسك، يجب سحبها".
بحسب قوله، فإن قوات الأمن الأوكرانية قصفت مستوطنات سوكولنيكي وزولوتي وفسيلينكو ونيزني لوزوفو الخاضعة لسيطرة لوغانسك، مستخدمة قذائف "هاون 120" وقاذفات قنابل يدوية ومدافع رشاشة ثقيلة، وفق ما نقلت عنه وكالة سبوتنيك الروسية.
كما قال ممثلون عن منطقة لوغانسك في مجموعة مراقبة وقف إطلاق النار الأوكرانية الروسية إن "القوات المسلحة الأوكرانية انتهكت بصورة فجة نظام وقف إطلاق النار، مستخدمة أسلحة ثقيلة تنص اتفاقيات مينسك على ضرورة سحبها"، وفق ما نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء.
من جهتها نفت القوات الحكومية الأوكرانية الاتهامات باستهداف مواقع "انفصاليين" في شرق البلاد.
وقال الضابط المسؤول عن التواصل مع وسائل الإعلام في القوات الأوكرانية لرويترز: "على الرغم من حقيقة أن مواقعنا تعرضت لإطلاق نار بأسلحة محظورة، منها مدفعية عيار 122 ملليمتراً، فإن القوات الأوكرانية لم تفتح النار رداً على ذلك".
يأتي هذا في وقت يترقب فيه العالم شكل نهاية التصعيد بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما مع تحذيرات الولايات المتحدة من احتمال أن تشن موسكو غزواً ضد الأراضي الأوكرانية في أي وقت، بقوة يزيد حجمها على 100 ألف جندي، حشدتهم بالقرب من الحدود.
ورغم أن روسيا أعلنت مؤخراً سحبها لبعض قواتها من الحدود الأوكرانيا، فإن مسؤولين أمريكيين كشفوا، الأربعاء 16 فبراير/شباط 2022، أن موسكو أرسلت 7 آلاف جندي إضافي إلى حدودها مع أوكرانيا.
طبيعة المناطق الانفصالية
وتهدف اتفاقية مينسك التي وقّعت عليها أوكرانيا وروسيا إلى التنفيذ الصارم للوقف الفوري والشامل لإطلاق النار في مناطق معينة من منطقتي دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا، إضافة إلى سحب الأسلحة الثقيلة، لكنها تعترف بسلطة أوكرانيا على الدولتين مع منحهما وضعاً قانونياً خاصاً يحمي مصالحهما الأمنية والسياسية الأساسية.
ورغم ذلك، قررت روسيا مؤخراً الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا بشكل أحادي.
وشهدت السنوات الأخيرة عمليات إطلاق نار متقطعة من كلا الطرفين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، لكن أي تصعيد للصراع المستمر منذ سنوات مع انفصاليي دونباس يمكن أن يُذكي نيران التوتر بين روسيا والغرب.
كان إقليم دونباس قد شهد أحداثاً دامية، تعود بدايتها إلى عام 2014، عندما تصاعدت مظاهرات الجماعات الموالية لروسيا في منطقة دونباس بأقصى شرق أوكرانيا، وتطورت إلى حرب بين الحكومة الأوكرانية والقوات الانفصالية المدعومة من روسيا، التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد.
في أغسطس/آب 2014، عبرت المركبات العسكرية الروسية الحدود في عدة مواقع في إقليم دونيتسك، واعتبر توغل الجيش الروسي مسؤولاً عن هزيمة القوات الأوكرانية.
منذ ذلك الوقت، ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم وحوّلتها لقلعة عسكرية، وقالت إن من حقها نشر أسلحة نووية فيها، فيما لم تعترف بانفصال إقليم دونباس، ولكنها تدعمه عسكرياً واقتصادياً، ويسود الإقليم الانفصالي منذ ذلك الوقت حالة من اللاسلم واللاحرب، وعاد التوتر مؤخراً عندما استخدمت كييف طائرات بيرقدار التركية لضرب أهداف للانفصاليين.