الأزهر يعيد فتوى “الكد والسعاية” للواجهة لحفظ حقوق المرأة العاملة.. قصتها تعود لحادثة بعهد عمر بن الخطاب

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/16 الساعة 13:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/16 الساعة 14:59 بتوقيت غرينتش
شيخ الأزهر أحمد الطيب - أرشيفية

دعا شيخ الأزهر، الإمام أحمد الطيب، الثلاثاء 15 فبراير/شباط 2022، إلى ضرورة إحياء فتوى "حق الكد والسعاية"، الموجودة في التراث الإسلامي، بهدف "حفظ حقوق المرأة العاملة، التي بذلت جهداً في تنمية ثروة زوجها".

وتعود فتوى "حق الكد والسعاية" إلى حادثة شهدها عهد عمر بن الخطّاب، والمقصود بها أن الزوجة إذا كانت شريكة لزوجها في الربح والعمل والكسب، فإن ذلك يعني أن من حقّها نصف هذه الثروة الناتجة من العمل.

تفاصيل فتوى شيخ الأزهر

وأشار شيخ الأزهر الإمام الطيب في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مصرية، إلى ضرورة إحياء فتوى "حق الكد والسعاية" من تراثنا الإسلامي، لحفظ حقوق المرأة العاملة، التي بذلت جهداً في تنمية ثروة زوجها، خاصة في ظل المستجدات العصرية التي أوجبت على المرأة النزول إلى سوق العمل ومشاركة زوجها أعباء الحياة.

وأكد أن التراث الإسلامي غني بمعالجات لقضايا شتى، إذا تأملناها سنقف على مدى غزارة وعمق هذا التراث، وحرص الشريعة الإسلامية على صَون حقوق المرأة، وكفالة كل ما من شأنه حفظ كرامتها.

واعتبر شيخ الأزهر في بيان له نشرته صحيفة اليوم السابع المصرية، أن الحياة الزوجية لا تُبنى على الحقوق والواجبات، ولكن على الوُد والمحبة والمواقف، التي يساند الزوج فيها زوجته، وتكون الزوجة فيها سنداً لزوجها، لبناء أسرة صالحة وقادرة على البناء والإسهام في رقي وتقدم مجتمعها، وتربية أجيال قادرة على البذل والعطاء.

نقاش حول الفتوى

أثارت دعوة شيخ الأزهر نقاشاً على وسائل التواصل الاجتماعي، بعضها نتيجة ما فُهم بأن للزوجة في كل الأحوال نصف ثروة الزوج، يضاف إليها ميراثها منه فيما لو تُوفي، والبعض بسبب الحديث المتزايد في مصر عن قضايا المرأة وحقوقها.

فيما يرى البعض أن الحديث عن حق الكد والسعاية جيّد جداً للمرأة المصرية، لأنه يُراعي الوضع الاجتماعي والاقتصادي الحالي، الذي يدفع المرأة بصورة متزايدة لمشاركة زوجها في الإنفاق على الأسرة.

ما هي حادثة الكد والسعاية؟

في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تُوفي عمر بن الحارث، الذي كان زوجاً لحبيبة بنت زريق، وكانت حبيبة نسّاجة طرّازة، وكان زوجها يتاجر فيما تنتجه وتصلحه، حتى اكتسبا من جراء ذلك مالاً وفيراً.

فكانت هي تنسج وتصنع وهو يتاجر ويبيع بضاعتها، ولما مات الزوج وترك المال والعقار فإن أولياءه تسلموا مفاتيح الخزائن، إلا أن الزوجة نازعتهم في ذلك.
وحين اختصموا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضى للمرأة بنصف المال، وبالإرث في النصف الباقي؛ لأن الزوجة كانت شريكة لزوجها في الربح والعمل والكسب، وهذه هي فتوى: حق الكد والسعاية، بحسب ما شرح الشيخ أحمد ترك، وهو أحد علماء الأزهر الشريف على صحفته الرسمية بموقع فيسبوك.

تحميل المزيد