قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء 16 فبراير/شباط 2022، إنه لا يرى حتى الآن أي انسحاب للقوات الروسية من مواقع قريبة من الحدود الأوكرانية، كما شكّك حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسحب موسكو قواتها، متحدثاً عن مؤشرات تدل على أن المزيد من القوات في الطريق.
هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نقلت عن زيلينسكي قوله خلال زيارة لغرب أوكرانيا: "نتعامل مع الحقائق التي لدينا ولا نرى أي انسحاب بعد".
كذلك نقلت وكالة الأناضول، عن وسائل إعلام بريطانية، قولها إن وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، قال إنه "لا مؤشرات على انسحاب روسيا من حدود أوكرانيا، وسيناريو الغزو لا يزال وارداً".
يأتي هذا بعد يوم من قول وزارة الدفاع الروسية إن بعضاً من القوات المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا، والبالغ عددها أكثر من 100 ألف عسكري، باشروا بالعودة إلى ثكناتهم بعد الانتهاء من مناورات عسكرية.
في سياق متصل، شكّك حلف "الناتو" بالإعلان الروسي، وحثَّ موسكو على إثبات انسحابها، قائلاً إن هناك مؤشرات على أن المزيد من القوات في الطريق.
كانت وزارة الدفاع الروسية قد نشرت مقطعاً مصوراً، قالت إنه يُظهر دبابات ومركبات نقل أفراد ووحدات مدفعية ذاتية الدفع، تغادر شبه جزيرة القرم، التي انتزعت موسكو السيطرة عليها من أوكرانيا في 2014.
ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، قال إن الانسحاب سيكون خطوةً مرحباً بها، لكن تحركات القوات لا تؤكده.
أضاف ستولتنبرغ في تصريح للصحفيين، في مستهل اجتماع يستمر يومين لوزراء دفاع الحلف في مقره ببروكسل "لا يزال يتعين أن نرى إن كان هناك انسحاب روسي (…)، ما نراه هو أنهم زادوا عدد القوات، وأن المزيد من القوات في الطريق".
يقول محللون عسكريون إن مؤشراً مهماً على انسحاب كبير للقوات سيكون عودة وحدات من أقصى شرق روسيا، التي تشارك في تدريبات ضخمة في بيلاروسيا إلى قواعدها على بعد آلاف الأميال.
من جانبه، ردّ الكرملين على التشكيك بالإعلان الروسي عن سحب قوات، وقال إن حلف "الناتو" مخطئ في القول إنه لا توجد أدلة على انسحاب، مضيفاً أن بوتين شدّد على رغبته في التفاوض.
في سياق متصل، سخِرت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، من وسائل الإعلام الغربية، وذلك بأن طلبت منها تحديد موعد لهجوم موسكو المزعوم على أوكرانيا للعام المقبل، وذلك على خلفية تعالي الأصوات المحذرة من غزو روسي اليوم الأربعاء.
كتبت زاخاروفا عبر قناتها على تليغرام: "طلب موجه إلى وسائل التضليل الإعلامي الأمريكية والبريطانية، بلومبرغ ونيويورك تايمز وذا صن وغيرها، أعلِنوا الجدول الزمني لغزونا للعام المقبل، نود أن نُخطط لإجازاتنا!"، وفق قناة "روسيا اليوم".
يشار إلى أن وسائل إعلام أمريكية ادّعت أن الرئيس جو بايدن أبلغ قادة الدول الغربية بأن روسيا قد تهاجم أوكرانيا، في 16 فبراير/شباط الجاري، وإثر ذلك أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن 16 فبراير/شباط الجاري، هو عطلة رسمية في البلاد باسم "يوم الوحدة".
مؤخراً وجَّهت الدول الغربية اتهاماتٍ إلى روسيا، بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هدّدت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا، في حال "شنّت هجوماً" على أوكرانيا.