أقر مهندس في البحرية الأمريكية بمحاولته إفشاء أسرار إلى حكومة أجنبية، تتعلق بسفن حربية أمريكية تعمل بالطاقة النووية، وذلك عن طريق إخفائها في طرود من ضمنها شطيرة زبدة فول سوداني.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الثلاثاء 15 فبراير/شباط 2022، إن جوناثان توبي الذي يبلغ من العمر 43 عاماً، أقر بتهمة التآمر لنقل معلومات سرية في محكمة فيدرالية في مدينة مارتينسبرغ بولاية فرجينيا الغربية، فيما قد تصل عقوبته إلى السجن 17 عاماً ونصف العام.
توبي هو مهندس نووي، اُعتقل في أكتوبر/تشرين الأول 2021 مع زوجته ديانا، بعد أن أبلغت الحكومة الأجنبية التي لم يُذكر اسمها مكتب التحقيقات الفيدرالي بأمرهما، وجمع العملاء طرود المعلومات التي تركها توبي والتي تضمنت بطاقات ذاكرة مخفاة في شطيرة ولاصق وغلاف علكة.
لم تظهر ديانا توبي أمام المحكمة وهي تنفي مشاركتها في هذه المؤامرة، التي كان توبي يتأمل أن يربح منها عملات مشفرة لا يمكن تعقبها بقيمة 5 ملايين دولار.
كان توبي خلال عمله في البحرية، يحمل تصريحاً سرياً للغاية للعمل في غواصات نووية من فئة فرجينيا قيمتها 3 مليارات دولار، واحتفظ بالوثائق التي تحوي تصاميم ومواصفات رأى أن قوة أجنبية قد تشتريها.
أسرار حساسة
توبي أرسل في أبريل/نيسان عام 2020، طرداً إلى حكومة أجنبية، لم تُحدَّد هويتها في المحكمة، بعينة من الأسرار وبطاقة تقول: "يرجى إرسال هذا الخطاب إلى المخابرات العسكرية في بلدكم. أعتقد أن هذه المعلومات ذات قيمة كبيرة لدولتكم. وهي ليست مزحة"، بحسب ما أوردته شبكة Cbs News الأمريكية.
نقلت هذه الدولة هذا الطرد إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي بدأ في إعداد نقاط تسليم في مواقع من اختيار توبي في شرق الولايات المتحدة.
راود توبي شعور بالشك بسبب التأخير بين اتصاله الأول والرد، وطلب منحه إشارة في مبنى تابع للدولة الأجنبية في واشنطن خلال عطلة يوم الذكرى، وقال في رسالته: "من الضروري أن أضع في اعتباري أنني ربما أتواصل مع خصم اعترض رسالتي الأولى ويحاول فضحي".
ردَّ عليه عميل تظاهر بأنه مسؤول من الدولة الأجنبية: "سنرسل إشارة من بنايتنا الرئيسية يمكن رؤيتها من الشارع. وهذه الإشارة الواضحة من داخل منطقة تابعة لنا ستُطمئنك وستؤكد لك أننا لسنا خصماً. أبلغنا بموافقتك على هذا، وسنخبرك بالمزيد من التوجيهات عن هذه الإشارة. ونأمل أن تبني هذه الخطة الثقة اللازمة وتُطمئنك إلى هويتنا".
اقتنع توبي بهذه الرسالة، وأرسل العديد من الطرود، وفي كل مرة كان يتلقى مدفوعات العملة المشفرة على حسابات أنشأها بهويات مجهولة.
بعد إلقاء القبض عليه، عثر عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي على مستندات ممزقة وأموال نقدية بآلاف الدولارات في منزل الزوجين.
صحيفة Washington Post قالت إن توبي وافق في إطار صفقة الاعتراف على مساعدة المسؤولين الفيدراليين في تحديد موقع جميع المعلومات السرية التي بحوزته، بالإضافة إلى استعادة ما يقرب من 100 ألف دولار من العملات المشفرة التي دفعها مكتب التحقيقات الفيدرالي.