كشفت صحيفة إسرائيلية، الثلاثاء 15 فبراير/شباط 2022، أن إسرائيل رفضت طلباً أوكرانياً بتزويدها بمنظومة "القُبة الحديدية"، المضادة للصواريخ؛ خشية على علاقاتها مع روسيا التي يتهمها الغرب بالاستعداد لغزو وشيك لأوكرانيا.
كانت هيئة البث الإسرائيلية قد نقلت عن وزير الخارجية الإسرائيلية يائير لابيد قوله، الأحد 13 فبراير/شباط، إن أوكرانيا طلبت مساعدة عسكرية من إسرائيل وإنها تنظر في هذا الطلب، وسط مخاوف تل أبيب من أن أي مساعدة عسكرية لأوكرانيا قد تؤثر على علاقتها بموسكو.
رفض منح "القُبة الحديدية" لأوكرانيا
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن إسرائيل رفضت الطلب، الذي تقدمت به أوكرانيا بداية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم الى إسرائيل بشكل مباشر، "حتى لا تخاطر بخوض مواجهة مع روسيا".
الصحيفة الإسرائيلية أوضحت أن طلب "كييف" الحصول على منظومة القُبة الحديدية التي تصنعها إسرائيل، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، جاء العام الماضي، وتم تجديده مؤخراً.
كما قالت: "في العام الماضي، وجدت إسرائيل نفسها في وضع معقد، حول أحد الإنجازات التكنولوجية الأكثر إثارة للإعجاب لإسرائيل، القُبة الحديدية، ورغبة كييف في الحصول عليها".
أضافت الصحيفة: "مثل هذه المعدات كان من الممكن أن تضع إسرائيل في حالة أزمة شديدة تجاه موسكو".
بينما كشفت الصحيفة أن الأوكرانيين بدأوا العمل "بنشاط في واشنطن لإقناع المشرعين الأمريكيين بالبدء في نقل نظام الدفاع الصاروخي إليهم".
قالت: "طلبت الحكومة الأوكرانية رسمياً من حكومة بايدن نقل صواريخ باتريوت وأيضا القُبة الحديدية إلى أوكرانيا، الربيع الماضي؛ لم يكن الغزو الروسي في الأفق".
العلاقات مع روسيا "أهم"
لكن إسرائيل، بحسب الصحيفة، أوضحت للإدارة الأمريكية في محادثات غير رسمية أنها لن تتمكن من الموافقة على نقل بطاريات القبة الحديدية إلى كييف، بسبب العلاقات مع روسيا.
كما تابعت الصحيفة الإسرائيلية: "الأوكرانيون تحوّلوا في الأشهر الأخيرة مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية وطالبوا بالدعم الإسرائيلي في توفير منظومة القُبة الحديدية".
بينما ذكرت "يديعوت أحرونوت" أن الأمريكيين مقتنعون أيضاً بالحجج الإسرائيلية، وأسقط ذلك "نقل القبة الحديدية إلى أوكرانيا تماماً".
وكالة الأناضول أشارت إلى أنه تم تطوير منظومة القبة الحديدية للدفاع الصاروخي في إسرائيل، ولكنه مشروع مشترك مع وزارة الدفاع الأمريكية. ولا تسمح الاتفاقية بين الطرفين ببيع النظام إلى دولة ثالثة دون موافقة متبادلة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
هل تستطيع إسرائيل استعداء روسيا؟
يمكن أن يؤدي رفع مستوى القدرات الدفاعية لأوكرانيا بالطبع إلى إثارة عداء روسيا. لكن السفير الإسرائيلي السابق لدى كل من روسيا وأوكرانيا، زفي ماجن، قال إن إسرائيل واصلت محادثاتها مع أوكرانيا بالرغم من ذلك.
أضاف ماغن، الذي يشغل منصب رئيس قسم روسيا في "معهد دراسات الأمن القومي" في تل أبيب لموقع MEE البريطاني: "الأمر معقد، لكن إسرائيل تمكنت من المناورة في هذا التعقيد دون الإضرار بالمصالح الروسية".
يقول السفير السابق إنه خلف الكواليس، عقد مؤخراً عدة اجتماعات مع المسؤولين الأوكرانيين، وقال إنه أوضح حساسية الوضع الإسرائيلي وضرورة عدم لفت الأنظار إلى الصراع الحالي، مضيفاً أن "الأوكرانيين يتفهمون ذلك".
لكن ما زالت "معاداة روسيا" هي علامة التحذير التي تخيم على سياسة إسرائيل شديدة الحذر تجاه هذا الوضع المعقد. ولأكثر من ست سنوات نسقت إسرائيل بعناية نشاط سلاحها الجوي فوق سوريا مع روسيا، حيث يسمح هذا التفاهم المستمر مع روسيا لإسرائيل باستهداف القوات الإيرانية المتمركزة في سوريا بينما تسيطر روسيا على المجال الجوي.