قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا قد بدأت بالفعل الحرب على بلادهم من خلال تكتيكات تهدف إلى زعزعة الاستقرار، مشيرين إلى أن موسكو تنتهج سياسة لتقويض كييف من الداخل، بعد أن أصبحت خطط المواجهة والغزو المباشر "شبه مكشوفة".
كبير مستشاري الأمن القومي للرئيس الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، قال في تصريح بصحيفة "The Wall street Journal" الأمريكية، الأحد 13 فبراير/شباط 2022، إن روسيا ستعتمد سياسة شن هجمات إلكترونية، وإحداث اضطرابات اقتصادية، وبث الفزع عن طريق نشر مئات التهديدات الوهمية بوجود قنابل وعبوات ناسفة، في سعيها لانهيار أوكرانيا.
بحسب خبراء، فإن تلك التكتيكات تكشف كيف يمكن للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن يواصل الضغط على أوكرانيا دون التصعيد، وصولاً إلى إطلاق النار، والذي قد يؤدي إلى فرض عقوبات من الغرب.
حيث أكد مسؤولون أوكرانيون للصحيفة الأمريكية، أن احتمالية شن حملة لزعزعة الاستقرار في كييف أكبر الآن من احتمال شن غزو واسع النطاق.
تهديدات وهمية تزعزع الاستقرار
وأشار التقرير إلى الهجوم الإلكتروني الذي حدث في أوكرانيا، في يناير/كانون الثاني 2022، وألقت السلطات باللوم فيه على روسيا وحليفتها الوثيقة بيلاروسيا، في اختراق عشرات المواقع الحكومية وتثبيت برامج ضارة.
يقول نائب رئيس الخدمة الحكومية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات في أوكرانيا، فيكتور زورا "إن السلطات الأوكرانية أحبطت هجوماً أخطر كان يهدف إلى الوصول إلى سجل الدولة، وهو عبارة عن مجموعة بيانات عن الشركات وأصحاب المشاريع الفردية، مشيراً إلى أن "الخطة كانت تهدف لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى".
تكتيك جديد كذلك تلجأ إليه روسيا، ويتمثل في التهديدات الوهمية بالقنابل، حيث أوضحت الشرطة الأوكرانية أن شهر يناير/كانون الثاني، شهد انتشار ما يقرب من 1000 رسالة مجهولة المصدر، معظمها عبر البريد الإلكتروني، تزعم كذباً وجود تهديدات بالقنابل ضد ما يقرب من 10 آلاف موقع، تتضمن المدارس ومرافق حيوية وأماكن عامة.
تقول كاترينا موروزوفا إن إدارة مدرسة طفلتها البالغة من العمر 7 سنوات قد اتصلت بها لتحضر بسرعة لأخذ ابنتها، بعد وصول رسالة بوجود قنبلة في المدرسة.
كما ذكرت أن الأطفال الذين كانوا يسبحون في المسبح الداخلي للمدرسة اضطروا إلى انتزاع ما يمكنهم من الملابس والاندفاع إلى الخارج في البرد والثلج.
سياسات ليست جديدة
ومنذ أن غزت روسيا أجزاء في شرق أوكرانيا عام 2014، استخدمت مجموعة متنوعة من التكتيكات لمحاولة استنزاف موارد البلاد وإرادتها للقتال.
فعلى سبيل المثال، استطاع الكرملين رفع وتيرة القتال والاضطراب في إقليم دونباس، شرقي أوكرانيا، من خلال الانفصاليين الذين يسيطرون عليهم هناك، ما يؤدي إلى قتل الجنود الأوكرانيين والتأثير بشكل سلبي على طبيعة الحياة اليومية بالقرب من خط المواجهة.
وكانت الهجمات الإلكترونية في عامي 2015 و2016 قد أدت إلى تعطل شبكات الكهرباء مؤقتاً في إيفانو فرانكيفسك في غرب أوكرانيا والعاصمة كييف.
وقد أثر هجوم بالبرمجيات الخبيثة في عام 2017 على واحد من كل 10 شركات على مستوى البلاد، والذي كان مصمماً لشلِّ الاقتصاد، وفقاً لنائب رئيس الخدمة الحكومية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات في أوكرانيا، فيكتور زورا.
كما حدَّت روسيا من حركة المرور البحرية إلى بحر آزوف عبر مضيق كيرتش، ما شكّل ما تقول أوكرانيا إنه يرقى إلى حصار جزئي للموانئ، بما في ذلك مركز ماريوبول الصناعي، في حين أكدت السفارة الأمريكية في كييف عبر تغريدة لها أن موسكو تشن حرباً اقتصادية على البلاد.