بولندا تستعد لتدفق محتمل للاجئين من أوكرانيا.. وأمريكا: الغزو الروسي ربما يكون قبل نهاية الأولمبياد

قال وزير الداخلية البولندي، ماريوس كامنسكي، الأحد 13 فبراير/شباط 2022، إن بلاده تستعد "لسيناريوهات متنوعة" لتدفق محتمل للاجئين إذا هاجمت روسيا أوكرانيا، فيما دعت واشنطن دول العالم إلى أن تكون على أهبة الاستعداد للغزو الروسي الذي قالت إنه قد "يبدأ في أي يوم".

حيث أكد كامنسكي في تغريدة على "تويتر" أن من بين السيناريوهات التي يعملون عليها في هذا الصدد الاستعدادات الإقليمية المرتبطة بتدفق محتمل للاجئين من أوكرانيا.

فيما يعيش في بولندا ما بين مليون ومليوني أوكراني جاء كثيرون منهم للعمل فيها.

لكن متحدثاً باسم وزارة الداخلية البولندية رفض تقديم مزيد من التفاصيل فيما يتعلق بالاستعدادات الجارية، مشيراً إلى تغريدة كامنسكي.

الغزو قد يبدأ في أي يوم

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الأحد، إن الغزو الروسي لأوكرانيا قد "يبدأ في أي يوم"، متابعاً: "لا يمكننا التنبؤ باليوم بدقة، لكننا نقول الآن ومنذ بعض الوقت إننا نترقب ويمكن أن يبدأ غزو، يمكن أن يبدأ عمل عسكري كبير، من جانب روسيا في أوكرانيا في أي يوم الآن. يشمل ذلك الأسبوع القادم قبل نهاية الأولمبياد".

سوليفان أضاف، في حديثه ببرنامج "حالة الاتحاد" التابع لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه "لدى بلاده معلومات حول تخطيط روسي لاجتياح أوكرانيا"، مؤكداً أن بلاده لن تمنح روسيا فرصة لشن هجوم "مفاجئ" على أوكرانيا.

​​​​​​​كما تابع مستشار الرئيس الأمريكي: "لا يمكن تحديد اليوم الذي ستغزو فيه روسيا أوكرانيا، إلا أنه يجب على العالم أن يستعد لذلك".

أوكرانيا تطلب الاجتماع مع روسيا

في السياق ذاته، أوضحت أوكرانيا أنها تريد إجراء محادثات مع روسيا وأعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في غضون 48 ساعة لمناقشة الحشود العسكرية الروسية بالقرب من حدودها وداخل شبه جزيرة القرم التي تم ضمها.

إذ قال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إن موسكو لم ترد بعد أن طالبت كييف، يوم الجمعة، من موسكو تقديم تفسير لأنشطتها العسكرية مستندة إلى مجموعة من الاتفاقات الأمنية تعرف باسم وثيقة فيينا.

في حين تابع كوليبا عبر "تويتر": "إذا كانت روسيا جادة في حديثها عن عدم قابلية الأمن للتجزئة في نطاق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فعليها الوفاء بالتزامها بالشفافية العسكرية من أجل تهدئة التوترات وتعزيز الأمن للجميع".

الدبلوماسيون الأمريكيون الباقون

في غضون ذلك، نقلت الصحيفة الإلكترونية يوكرينسكايا برافدا الأوكرانية عن مصدر دبلوماسي أمريكي قوله إن الدبلوماسيين الأمريكيين الباقين في السفارة الأمريكية في كييف سيعملون من مدينة لوفيف في غرب البلاد.

إلا أنه لم يتسنَّ إلى الآن الحصول على تعليق من السفارة الأمريكية في أوكرانيا.

كانت واشنطن قالت، السبت، إنها أمرت معظم العاملين في سفارتها في كييف بمغادرة أوكرانيا فوراً بسبب خطر قيام روسيا بغزو.

في حين نقلت يوكرينسكايا برافدا عن المصدر قوله: "هذا قرار مؤقت. سيعود الفريق الدبلوماسي إلى كييف بمجرد أن يسمح الوضع الأمني".

توتر متزايد بين كييف وموسكو

كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".

يُشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.

في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطّط لشن هجوم جديد على كييف، ووجهت اتهامات، مؤخراً، إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال شنت هذا الهجوم.

إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشنّ أي هجوم، واتهمت الغرب بالتصرف بهستيريا، لكنها تقول إنها قد تُقْدِم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.

كما لفتت موسكو إلى أنها حشدت ما يزيد على 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية للحفاظ على أمنها من "عدوان" حلف شمال الأطلسي.