قال القيادي السوداني في "التجمع الاتحادي" أحد مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير، محمد عبدالحكم، الأحد،13 فبراير/شباط 2022 إن السلطات اعتقلت عضو مجلس السيادة السابق، محمد الفكي سليمان، بالعاصمة الخرطوم.
عبد الحكم أضاف في تصريحاته لوكالة الأناضول أن "القوة الأمنية أوقفت الفكي (43 عاماً) من الشارع أثناء توجهه إلى مقر التجمع الاتحادي بالخرطوم". ولم يذكر المتحدث تفاصيل أكثر حول الموضوع، فيما لم يصدر تعليق فوري من السلطات السودانية.
اعتقالات في صفوف مجلس السيادة السوداني السابق
يأتي اعتقال محمد الفكي سليمان، بعد اعتقال سياسيين آخرين، هما وجدي صالح وخالد عمر يوسف، وكان الثلاثة جزءاً من ترتيب لتقاسم السلطة بين مدنيين وعسكريين جرى التوصل له بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان 2019.
في حين فقد سبق أن حل الجيش المجلس، المعروف باسم مجلس السيادة، في انقلاب في أكتوبر/تشرين الأول 2021. وكان الرجال الثلاثة، الذين احتُجزوا لنحو شهر بعد الانقلاب، قد انخرطوا في حرب كلامية مع القادة العسكريين قبل الاستيلاء على السلطة.
كان الثلاثة كذلك أعضاء في لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد التي تعمل على تفكيك الشبكة السياسية والمالية للبشير.
دول الترويكا تنتقد اعتقالات السودان
يأتي ذلك في الوقت الذي أعربت فيه دول "الترويكا" (النرويج، بريطانيا، الولايات المتحدة) والاتحاد الأوروبي، عن قلقها من "عمليات الاحتجاز والاعتقال التي طالت العديد من الشخصيات السياسية البارزة" بالسودان.
جاء ذلك على خلفية اعتقال الأمن السوداني، الأربعاء، كلاً من وزير شؤون مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف، ومقرر لجنة تفكيك نظام البشير (1989-2019)، وجدي صالح، وأمينها العام الطيب عثمان.
يذكر أنه منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، يشهد السودان أزمة سياسية واحتجاجات رافضة لإجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية "انقلاباً عسكرياً"، في مقابل نفي الجيش.
يتزامن كل ذلك مع لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، من أجل بحث سبل حل الأزمة في البلاد، وذلك وفق بيان لمجلس السيادة، اطلعت عليه الأناضول.
حيث ضم الوفد إلى جانب فكي، مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بانكولي أديوي، ومدير ديوان رئيس المفوضية، محمد الحسن ود لبات، والممثل الخاص للاتحاد الإفريقي بالسودان محمد بلعيش.
مساعٍ لإنهاء أزمة السودان
كان الوفد قد وصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم يوم السبت في زيارة رسمية غير محددة المدة؛ سعياً لإنهاء الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد. وذكر البيان أن البرهان شدد خلال اللقاء على "ضرورة توحيد الجهود الدولية والإقليمية لحل الأزمة الراهنة في السودان".
كما أوضح البرهان أن "رؤية الحكومة لحل الأزمة الراهنة وفق 4 محاور تشمل: إطلاق عملية حوار شامل يضم جميع القوى السياسية والاجتماعية عدا حزب المؤتمر الوطني (حزب الرئيس المعزول عمر البشير)، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لقيادة متبقي الفترة الانتقالية.
البرهان أضاف: "وكذلك إجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية (2019)، لتواكب متغيرات البلاد، والتأكيد على قيام الانتخابات بنهاية الفترة الانتقالية (يناير/كانون الثاني 2024)".
من جانبه، أكد موسى فكي، بحسب المصدر نفسه، أن "وفد الاتحاد الإفريقي جاء في هذه المرحلة للالتقاء بجميع الفاعلين والاستماع لآرائهم للخروج برؤية شاملة تساهم ببلورة رؤية الاتحاد لمقاربة الأزمة السودانية الراهنة".