قررت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، السبت 12 فبراير/شباط 2022، سحب 160 جندياً من أوكرانيا وإعادة نشرهم في دولة أوروبية أخرى (لم تذكرها)، وذلك مع تزايد خطر الغزو الروسي.
حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، جون كيربي، في بيان، إن 160 جندياً كانوا يتمركزون في أوكرانيا للمساعدة في تدريب القوات الأوكرانية، وهم تابعون لوحدات الحرس الوطني بولاية فلوريدا الأمريكية، سيغادرون أوكرانيا.
"الحذر الشديد"
فيما أوضح المتحدث باسم البنتاغون أن هذا القرار جاء من منطلق الحذر الشديد، وبعد قرار وزارة الخارجية الأمريكية بسحب بعض الموظفين من السفارة الأمريكية في العاصمة كييف.
كيربي تابع: "إعادة تمركز القوات لا تشير لتغيير في تصميمنا على دعم القوات المسلحة الأوكرانية، لكنها ستوفر مرونة في طمأنة الحلفاء وردع العدوان".
كما لفت إلى أن الجنود يقومون بمهام على الأراضي الأوكرانية منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وسيغادرونها كإجراء احترازي.
من جهته، قال مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته إنه لم يتضح أيضاً ما الذي سيحدث مع العدد الصغير من قوات العمليات الخاصة الأمريكية في البلاد.
كانت رويترز قد كشفت، الجمعة، أن البنتاغون سيرسل ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى بولندا في الوقت الذي تجري فيه روسيا تدريبات عسكرية في روسيا البيضاء والبحر الأسود بعد حشد قواتها على حدود أوكرانيا.
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الجمعة، إن الغزو الروسي لأوكرانيا "قد يحدث في أي وقت"، ودعا مواطنيه إلى مغادرة البلد الأخير "فوراً"، وأن بلاده لن تقوم بعمليات إجلاء في حال حدوث عملية الغزو.
في حين انضمت أستراليا ونيوزيلندا وألمانيا وهولندا، السبت، إلى الدول التي حثت مواطنيها على مغادرة أوكرانيا. وقالت واشنطن، الجمعة، إن الغزو الروسي، الذي سيبدأ على الأرجح بهجوم جوي، يمكن أن يقع في أي وقت.
في السياق ذاته، أعلن نائب وزير الدفاع البريطاني، جيمس هيبي، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن "المدربين العسكريين البريطانيين في أوكرانيا لتدريب جيشها على استخدام صواريخ مضادة للدروع سيغادرونها في 12 – 13 فبراير/شباط الجاري".
"هيبي" استطرد قائلاً: "سيتم سحب جميع المدربين.. لن يكون هناك عسكريون بريطانيون في أوكرانيا في حال نشوب نزاع مسلح"، مردفاً: "لن تتوفر لدى بريطانيا إمكانية إجلاء رعاياها من أوكرانيا في حال غزوها المفترض من القوات الروسية".
توتر متزايد بين كييف وموسكو
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
يُشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.
في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطط لشن هجوم جديد على كييف، ووجهت اتهامات، مؤخراً، إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال شنت هذا الهجوم.
إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشنّ أي هجوم، لكنها تقول إنها قد تُقْدِم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.
كما لفتت موسكو إلى أنها حشدت ما يزيد على 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية للحفاظ على أمنها من "عدوان" حلف شمال الأطلسي.