أنعشت تقارير عن زرع الشرطة برنامج التجسس "بيغاسوس" في هواتف مواطنين ونشطاء وسياسيين وصحفيين، سوق الأجهزة النقالة غير الذكية، التي لا ترتبط بالإنترنت في إسرائيل، فقد تضاعف الإقبال عليها بشكل ملحوظ، خاصة من المتدينين اليهود، حسب ما ذكره موقع "واللا" الإسرائيلي، الجمعة 11 فبراير/شباط 2022.
حتى الآن، كانت الأجهزة النقالة غير المرتبطة بالإنترنت، المفضلة لدى جمهور المتدينين الذين يُشكلون 10% من مواطني إسرائيل؛ ولكن ليس بعد الجلبة التي أحدثها الكشف عن زرع الشرطة لبرنامج التجسس "بيغاسوس" في أجهزة مواطنين.
شبح "بيغاسوس"
يعتبر "بيغاسوس"، برمجية تجسس تطورها وتبيعها شركة "إن إس أو غروب" ومقرها إسرائيل.
مؤخراً ترددت تقارير دولية عن استخدامه في اختراق هواتف مسؤولين ونشطاء ومعارضين وصحفيين حول العالم.
فيما تقول منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها مطلع العام الجاري، إن البرمجية تُحمَّل خلسة على الهواتف الخلوية.
يضيف التقرير: "بمجرد تحميلها على الجهاز، يصبح الزبون قادراً على تحويله إلى أداة مراقبة قوية من خلال الوصول الكامل إلى الكاميرا، والمكالمات، والصور ومقاطع الفيديو، والميكروفون، والبريد الإلكتروني، والرسائل النصية، وغيرها من الخاصيات، ما يتيح مراقبة الشخص المستهدف وجهات الاتصال".
أضافت هيومن رايتس ووتش: "هذه تقنية هجوم متطورة، ومعقدة، وفعالة في اختراق الأجهزة ويصعُب أيضاً على المُستهدَف اكتشافها أو منعها".
في حين أن البرمجية قادرة على اختراق الهواتف النقالة الذكية، فإنه لم تسجل أي معلومات عن تمكنها من اختراق الأجهزة الخليوية غير المرتبطة بالإنترنت.
ليبرمان أبرز العائدين للهواتف العادية
وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ألمح إلى ذلك، الإثنين، عندما غرد بصورة له على حسابه في "تويتر" وهو يحمل جهازاً خليوياً غير مرتبط بالإنترنت.
كتب ليبرمان: "لسنوات حتى الآن، كان الجميع يسألونني كيف أتعايش بدون هاتف ذكي-اليوم الجميع يفهم أنني أتعايش بشكل رائع!".
تغريدة ليبرمان تزامنت مع نشر صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية، تقريراً عن اختراق الشرطة الإسرائيلية هواتف نقالة ذكية لنشطاء وسياسيين وصحفيين باستخدام برمجية التجسس "بيغاسوس" دون إذن قضائي.
فقد نشرت الصحيفة قائمة بأسماء 26 ناشطاً وسياسياً وصحفياً، قالت إنهم كانوا ضحايا لهذا التجاوز القانوني.
في حين، لم تعترف الشرطة الإسرائيلية، رسمياً، باستخدام هذه البرمجية، مكتفية بالإشارة إلى أنها قررت استخدام البرمجية، بإذن قضائي، ضد 3 أشخاص، وأفلحت باختراق الهاتف النقال لواحد منهم فقط.
بينما تفحص الحكومة الإسرائيلية مصداقية التقرير، دون أن تقرر تشكيل لجنة تحقيق رسمية حتى الآن.
غير أن التقارير عكست بنفسها على سوق مبيعات الأجهزة النقالة غير المرتبطة بالإنترنت.
إقبال كبير على الهواتف "القديمة"
موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي قال إنه في حين تهز قضية برمجية التجسس الشرطة والنظام القانوني والسياسي في إسرائيل، فإن ثمة من هم سعداء.
فقد نقل عن الشركة الإسرائيلية المستوردة لأجهزة شركة "نوكيا" عن تسجيل زيادة بمبيعات الأجهزة غير المرتبطة بالإنترنت بنسبة 200%.
استناداً إلى معطيات الشركة، فقد تم بيع 4 آلاف جهاز هاتف نقال غير ذكي، خلال الأيام الثلاثة الماضية، في حين يتم بيع ما بين ألف إلى ألفي جهاز في الأسابيع العادية.
واستناداً إلى أسعار السوق في إسرائيل، فإن الأجهزة النقالة غير المرتبطة بالإنترنت تكلف نحو 10% من سعر الجهاز الذكي المتوسط.
ما زالت هذه الأجهزة غير المتربطة بالإنترنت، تشهد رواجاً في أوساط المتدينين اليهود، وأيضاً من قبل الأشخاص الذين يخشون التنصت على مكالماتهم.