قال مصدران في الوفد المرافق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لـ"رويترز"، الخميس 10 فبراير/شباط 2022، إن ماكرون رفض طلب الكرملين الخضوع لفحص روسي لـ"كوفيد-19″ لدى وصوله للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين؛ مما تسبب في جلوسه على مبعدة من الزعيم الروسي.
كان المراقبون قد صُدموا بصور ماكرون وبوتين وهما جالسان متباعدَين عند طرفي طاولةٍ طولها أربعة أمتار، لبحث الأزمة الأوكرانية يوم الإثنين؛ مما دفع بعض الدبلوماسيين وآخرين إلى القول إن بوتين ربما يريد إرسال رسالة دبلوماسية.
التزام ماكرون بقواعد التباعد الاجتماعي الصارمة
المصدران المطلعان على البروتوكول الصحي للرئيس الفرنسي أبلغا رويترز، أن ماكرون وجد نفسه أمام خيارين: إما قبول مسحة تفاعل البلمرة المتسلسل (بي.سي.آر) تجريها السلطات الروسية ومن ثم السماح له بالاقتراب من بوتين، وإما الرفض، مما يضطره إلى الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي الصارمة.
فيما قال أحد المصدرين لـ"رويترز": "نعلم جيداً أن ذلك يعني عدم المصافحة والجلوس على مائدة طويلة. لكن لن نقبل حصولهم على الحمض النووي للرئيس"، مشيراً إلى المخاوف الأمنية في حال قيام أطباء روس بفحص ماكرون.
لكن المتحدث باسم الكرملين لم يرد بعد على رسالة من رويترز تطلب التعليق.
من جانبه أكد المصدر الثاني المرافق للوفد الفرنسي لـ"رويترز"، أن ماكرون رفض الخضوع لفحص (بي.سي.آر) تجريه السلطات الروسية. وقال المصدر إن ماكرون أجرى بدلاً من ذلك فحص (بي.سي.آر) قبل مغادرته فرنسا ثم اختباراً للأجسام المضادة أجراه طبيبه الخاص فور وصوله إلى روسيا، وقال المصدر الثاني: "أبلغنا الروس أن بوتين في حاجة للبقاء في فقاعة طبية محكمة".
نتيجة لقاء ماكرون وبوتين
كان لقاء ماكرون وبوتين قد جاء رغبة من الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى صيغة تفاهم مع موسكو؛ لمنع احتمالية نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا، وقد قال الكرملين إن روسيا لا تتوقع تحقيق تقدم حاسم في محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن تتوقع أن يقترح ماكرون سبلاً لتخفيف التوتر في أوروبا.
فيما قال الرئيس الروسي بوتين، إن محادثاته مع ماكرون في الكرملين "مفيدة وموضوعية وجادة"، وقال إن بعض أفكار ماكرون يمكن أن تشكل أساساً لمزيد من الخطوات المشتركة.
أشار بوتين كذلك إلى أن العديد من أفكار ماكرون بخصوص الأمن في أوروبا واقعية، وأضاف أنهما سيعقدان محادثات عبر الهاتف، بعد أن يُجري ماكرون محادثات مع القيادة الأوكرانية.
من جانبه قال ماكرون إنه وجد خلال محادثاته مع الرئيس الروسي نقاط التقاء بشأن أزمة أوكرانيا، غير أنه لا تزال هناك خلافات.
في سياق متصل تنفي موسكو التخطيط لغزو أوكرانيا لكنها تسعى للحصول على ضمانات أمنية، منها التعهد بعدم السماح لأوكرانيا مطلقاً بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. ورفض الغرب ذلك، لكنه قال إنه مستعد لمناقشة قضايا أخرى مثل الحد من الأسلحة.