خلّف اختيار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نصرت تشودري لمنصب قاضية فيدرالية كأول سيدة مسلمة تُرشح لهذا المنصب، ارتياحاً كبيراً بين المسلمين في أمريكا واعتبروه "حدثاً تاريخياً" يجب الاحتفاء به، وفق تقرير لموقع Middle East Eye الأمريكي الإثنين 7 فبراير/شباط 2022.
نصرت، وهي أمريكية من أصل بنغلاديشي وواحدة من المرشحين الثمانية الذين أعلنهم البيت الأبيض في 19 يناير/كانون الثاني، هي المديرة القانونية للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية الأمريكي (ACLU) في إلينوي، وتشغل هذا المنصب منذ عام 2020.
يبلغ عدد القضاة الفيدراليين حالياً 890 قاضياً، وإذا وافق مجلس الشيوخ على تنصيب نصرت، فستصبح قاضية في المحكمة الابتدائية للمنطقة الشرقية من نيويورك وثاني القضاة المسلمين بعد زاهد قريشي في المحكمة الفيدرالية.
يُشار إلى أن النظام القضائي الفيدرالي في الولايات المتحدة هو من يقرر دستورية القوانين الفيدرالية ويفصل في الخلافات المتعلقة بهذه القوانين.
نصرت تشودري حديث المدينة
كانت نصرت تشودري تشغل منصب نائب مدير البرنامج الوطني للعدالة العرقية بالاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، بعد عملها كبيرة محامين لمشروع الأمن القومي التابع للاتحاد، وكانت عضوة في زمالة مارفن إم كارباتكين.
التزام نصرت الذي بدأ منذ عشر سنوات بالدفاع عن الحريات المدنية والعدالة للجميع أصبح حديث المدينة.
فكثيراً ما هاجمت نصرت تشودري تكرُّر حوادث قتل الرجال السود العزل في أمريكا، وكتبت عام 2014 أن هذا يحدث كثيراً وأنه لا بد من فرض حظر شامل على التصنيف العنصري.
كما طعنت أيضاً في قائمة حظر السفر التي أصدرتها الحكومة الأمريكية. وعام 2012، كانت نصرت محامية أول دعوى قضائية فيدرالية تطعن في إجراءات قائمة حظر السفر.
الترشيح جدير باحتفاء المسلمين
يرى إريك نينغ، مدير الاتصالات في منظمة Muslim Advocates، أن هذا الترشيح جدير باحتفاء المسلمين.
بينما قال الاتحاد الأمريكي للحريات في بيان: "ترشيح نصرت تشودري لمنصب قاضٍ في المحكمة الفيدرالية حدث تاريخي… وخلال فترة عملها مديرة قانونية في إلينوي، قادت فريقنا القانوني في جهودنا لإصلاح جهاز الشرطة في شيكاغو".
كما أضاف أنها ساهمت في حماية الأشخاص العرضة لمخاطر طبية الذين اُحتجزوا بتهم هجرة خلال جائحة فيروس كورونا بسجون مقاطعة إلينوي، وطعنت في الممارسات المجحفة بحق سكان شيكاغو التي تؤدي بهم إلى الإفلاس بسبب الغرامات والرسوم.
من جهتها، أعربت زهرة بيلو، محامية الحقوق المدنية والمديرة التنفيذية لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في سان فرانسيسكو بسعادتها البالغة بترشيح نصرت. وقالت إن نصرت كرست حياتها المهنية للخدمة العامة وخاضت معارك غاية في الصعوبة.
كما قالت زهرة لموقع Middle East Eye: "لا بد من الاحتفاء بهذا الخبر، فالتزام نصرت تجاه مجتمعها والتزامها بالعدالة يستحق الاحتفاء وستكون إضافة قوية للنظام القضائي".
أضافت: "وفي الوقت نفسه، هي مجرد قاضية واحدة في نظام عمره قرون، يضطهد منذ ظهوره أصحاب البشرة الملونة والفقراء والمعارضين السياسيين. وصحيح أن هذه خطوة تبعث على السعادة، إلا أننا نأمل أن تكون الخطوة الأولى لعدد من الخطوات الضرورية".