فشل رئيس الوزراء الليبي، عبد الحميد الدبيبة، في الحصول على ضمانات من مصر لدعمه في مسعاه للاستمرار في منصبه كرئيس للحكومة، بعد زيارة وصفها موقع Africa Intelligence الإفريقي في تقرير له الثلاثاء 8 فبراير/شباط 2022، بـ"السرية".
الموقع نقل عن مصادره أن رئيس الوزراء الليبي كان يسعى للحصول على تأكيدات بأنَّ مصر لن تعارض تمديد فترة توليه رئاسة الحكومة "الانتقالية"، بينما كان من المقرر استبدال حكومة الدبيبة بسلطة تنفيذية جديدة بعد انتخابات 24 ديسمبر/كانون الأول، التي أُلغِيَت في نهاية المطاف.
يأتي ذلك بينما أعلن مجلس النواب الليبي الإثنين 7 فبراير/شباط أنه قبل ترشح كل من فتحي باشاغا وخالد البيباص لمنصب رئيس الحكومة، وقال رئيس المجلس، عقيلة صالح، إنه سيتم عقد جلسة يوم الخميس 10 فبراير/شباط لاختيار رئيس حكومة جديد خلفاً للدبيبة.
تحركات عبد الحميد الدبيبة تنتهي بالخيبة
حسب ما ذكره موقع Africa Intelligence كان في استقبال عبد الحميد الدبيبة نظيره المصري مصطفى مدبولي، لكنه لم ينجح في الحصول على موعد مع وزير الخارجية سامح شكري ولا مع رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، المنخرط بشدة في إدارة الوضع الليبي.
إذ ينهمك الدبيبة في إقناع القاهرة بدعمه، وبالإضافة إلى زيادة الروابط الدبلوماسية تحقيقاً لهذا، فقد حرص على أن تكون الشركات المصرية حاضرة في مشروعات إعادة الإعمار، يقول الموقع.
فقد منح عبد الحميد الدبيبة في سبتمبر/أيلول مشروع بناء الطريق الدائري الثالث في العاصمة طرابلس لمجمع شركات "أوراسكوم-حسن علام". وأطلق المشروع في 1 فبراير/شباط، قبل سفره إلى مصر مباشرة.
انعكاس التحالفات على رئيس الحكومة
على الرغم من أنَّ الدبيبة تمكَّن من الاحتفاظ بمنصبه على رأس الحكومة دون صعوبة كبيرة، لكنه يواجه تحديات متزايدة.
فهو الآن مهدَّد بتحالف بين رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح عيسى، والجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الذي يسيطر على شرق ليبيا من الناحية العسكرية، ورئيس الوزراء السابق فتحي باشاغا. باشاغا، الذي مَثُل أمام البرلمان في 7 فبراير/شباط، من بين المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة التي قال عقيلة صالح مراراً وتكراراً إنه يريد تشكيلها.
الموقع أشار إلى أن هذا السيناريو طُرِح بالفعل على مصر -الداعم التقليدي لحفتر وعقيلة صالح- وكذلك على تركيا.
بينما عززت تركيا، التي تدعم منذ فترة طويلة السلطات في طرابلس والقوات المصراتية، علاقاتها مع برقة في الأسابيع الأخيرة، وقد تُوافِق على اتفاق يضمن فيه باشاغا مصالحها – وهو من مصراتة.
في هذا الانعكاس للتحالفات، يمكن لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة نفسه الاعتماد على الإمارات العربية المتحدة، التي تؤيد الحفاظ على الحكومة الانتقالية في طرابلس، والأهم من ذلك أنها تُعادي بشدة استيلاء باشاغا على الحكومة، حسب الموقع.
مجلس النواب يستعد لاختيار خليفة للدبيبة
يأتي ذلك بينما أعلن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، الإثنين، أن المجلس سيعمل على اختيار رئيس الحكومة الجديدة، خلال جلسة برلمانية، الخميس المقبل.
كما قال صالح: "بعد الاستماع لمشروع المترشحين لرئاسة الحكومة تقوم رئاسة المجلس بإحالة أسماء المترشحين إلى مجلس الدولة لتقديم التزكيات المطلوبة بشأنهم". وتابع: "على أن يكون التصويت لاختيار أحد المترشحين في الجلسة القادمة الخميس الموافق 10 فبراير/شباط".
قبل أسبوع قرر صالح بدء تسلُّم ملفات المرشحين لرئاسة الحكومة.
على إثر ذلك شنَّ رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة هجوماً على صالح، وجدد تمسكه باستمرار حكومة الوحدة الوطنية حتى إنجاز الانتخابات.
حول خارطة الطريق، قال صالح: "تعتمد خارطة الطريق المقدمة من اللجنة النيابية الموكلة للتصويت عليها من قِبَل مجلس النواب وتتضمن أن يجرى الاستحقاق الانتخابي خلال 14 شهراً من تاريخ التعديل الدستوري".
أضاف أنه "على اللجنة التشاور مع مجلس الدولة لتقديم الصيغة النهائية بشأن التعديل الدستوري متضمناً تحديداً دقيقاً للمواد المطلوبة لإنجاز الاستحقاق الانتخابي". وشدد على أن "يتم ذلك في أجل أقصاه أسبوع للتصويت عليه بالتزامن مع منح الثقة للحكومة".