أثارت جريمة مروِّعة ارتكبها رجل قطع رأس زوجته التي لم تتم بعد أعوام المراهقة، صدمة وغضباً لدى الإيرانيين خلال اليومين الماضيين، لا سيما بعد انتشار فيديو للحادثة، ظهر فيها الرجل وهو يحمل رأس زوجته في الشارع أمام المارة.
الفتاة الراحلة هي مونا حيدري البالغة من العمر 17 عاماً، ووقعت حادثة قتلها يوم الأحد 6 فبراير/شباط 2022، في جريمة ارتكبها زوجها وشقيقه في مدينة الأهواز، مركز محافظة خوزستان بجنوب غرب البلاد، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء 8 فبراير 2022 نقلاً عن وكالة "إيسنا" الإيرانية.
أشارت الوكالة الإيرانية إلى أن الزوج حمل الرأس المقطوع لزوجته ومشى به في الشارع، وأظهر شريط مصوّر، تم تداوله على مواقع التواصل، الزوج وهو يسير مع ابتسامة عريضة على وجهه، حاملاً رأساً مقطوعاً بيده اليسرى، وسكيناً في اليمنى.
من جانبها، أوضحت وكالة "إرنا" الرسمية في إيران، الإثنين الماضي، أن الشرطة أوقفت الزوج وشقيقه "خلال مداهمة مخبئهما"، ولم توضح وسائل الإعلام دافع الجريمة، لكنها وضعتها في إطار "جرائم الشرف".
أثارت الجريمة المروعة صدمة واسعة انعكست في الصحافة المحلية ولدى مستخدمي مواقع التواصل في إيران، وأجج مقطع الفيديو المُنتشر مشاعر الغضب، خصوصاً أن الزوج بدا فيه مزهوّاً بما قام به.
صحيفة "سازندكي" الإصلاحية، نشرت الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2022 رسماً كبيراً للضحية على صفحتها الأولى مع عنوان "حبّ أعمى"، وكتبت الصحيفة: "تم قطع رأس كائن بشري، وحمل رأسه في الشوارع وبدا القاتل مزهواً (بما قام به). كيف يمكننا أن نتقبل مأساة كهذه؟ علينا التحرك لئلا يتكرر قتل النساء".
من جهتها، رأت السينمائية تهمینه میلاني، المعروفة بنشاطها النسوي، في تعليق كتبته عبر حسابها على إنستغرام، أن "مونا ضحية جهل مدمِّر، جميعنا مسؤولون عن هذه الجريمة".
في أعقاب الجريمة، دعا إيرانيون كثر السلطات إلى إصلاح قانون حماية النساء من العنف الأسري، ورفع السن القانونية الدنيا لزواج الفتيات والمحددة حالياً عند 13 عاماً.
بحسب ما ذكرته تقارير وسائل إعلام إيرانية، كانت حيدري تبلغ 12 عاماً فقط لدى زواجها، ولهما طفل في الثالثة من عمره.
بدورها، نقلت صحيفة "شرق" الإصلاحية عن المحامي علي مجتبى زاده، قوله إن "النواقص القانونية (في مجال) حماية النساء ومنحهن مزيداً من الاستقلالية وتحديد سن عقلانية للزواج، تفسح في المجال أمام جرائم الشرف".
أيضاً انضمت النائبة في مجلس الشورى الإيراني إلهام نداف إلى قائمة المنددين بالجريمة، وقالت إن مثل هذه الجرائم تُرتكب بسبب "عدم اتخاذ أي خطوة ملموسة تضمن الحؤول دون العنف ضد النساء"، وفقاً لما نقلت عنها وكالة "إيلنا" للأنباء.
من جانبها، دعت نائبة رئيس الجمهورية الإسلامية لشؤون المرأة انسيه خزعلي عبر تويتر البرلمان إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل سد بعض النواقص القانونية"، معتبرة أن "على السلطات العمل بشكل موازٍ من أجل زيادة مستوى الوعي لدى السكان".
على هامش هذه القضية، اتخذت السلطات الإيرانية قراراً بإغلاق موقع "ركنا" الإخباري بعد قيامه بنشر الشريط المتداول للرجل بعد قتل زوجته، ونقلت وكالة "إرنا" عن إيمان شمسايي، المسؤول عن الإعلام المحلي في وزارة الثقافة والتوجيه الإسلامي، قوله إن الموقع أُقفل "لأنه تسبب باضطراب نفسي لأفراد المجتمع من خلال نشر صور مؤلمة لامرأة مقتولة".