أجرى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الذي يكافح من أجل البقاء السياسي، بعض التعديلات في إدارته، الثلاثاء 8 فبراير/شباط 2022، وذلك في مسعى لاسترضاء نواب حزبه الذين أغضبتهم سلسلة من الفضائح التي لاحقته مؤخراً.
كان جونسون قد تعهد بإعادة ضبط إدارته، في مواجهة أكبر أزمة له حتى الآن والتي أججها الكشف عن إقامة حفلات في مقر رئيس الوزراء ومقر إقامته أثناء سريان قيود الإغلاق العام الصارمة لمكافحة كورونا.
بموجب تلك التعديلات، أصبح مارك سبنسر رئيساً لمجلس العموم بالبرلمان، بدلاً من جاكوب ريس موج، الذي تم تعيينه وزيراً معنياً بشؤون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وكفاءة الحكومة.
تحسين الظروف المعيشية
من جهته، قال المتحدث باسم جونسون، في وقت سابق، إن رئيس الوزراء أبلغ مجموعة الوزراء الرئيسيين مجدداً بالبدء في تقديم سياسات لتحسين الظروف المعيشية.
كما عين جونسون عضو البرلمان أندرو جريفيث رئيساً للإدارة السياسية لرئيس الوزراء، وستيفن باركلي مديراً لمكتبه.
إلا أن تلك التغييرات لم تشمل أياً من المناصب الوزارية الرئيسية.
استقالة جونسون
خلال الأيام تزايدت الدعوات في بريطانيا للمطالبة باستقالة جونسون، وكان آخرها دعوة نيك جيب عضو البرلمان المحافظ ووزير المدارس السابق والذي أشار في مقال رأي نشرته صحيفة تليغراف يوم الجمعة 5 فبراير/شباط، إلى أن ناخبيه "غاضبون من الكيل بمكيالين" الذي كشفت عنه تقارير الحفلات التي أقيمت في مقر رئيس الوزراء، مضيفاً: "لاستعادة الثقة علينا تغيير جونسون".
لكن جونسون أعلن، يوم الأربعاء 19 يناير/كانون الثاني 2022، أنه لن يستقيل من منصبه، منوهاً إلى أنه يتعين انتظار نتيجة التحقيق في موضوع الحفلات التي عُقدت في مقر إقامته في داوننغ ستريت، وأضاف: "أعتذر بشدة عن أي سوء تقدير حدث".
يُشار إلى أن طرح الثقة حيال جونسون يحتاج إلى ما مجموعه 54 رسالة على الأقل من نواب حزب المحافظين.
في غضون ذلك، أظهرت نتائج ثلاثة استطلاعات للرأي قبل أيام، تقدم حزب العمال بفارق 10 نقاط على المحافظين، الذين يطالب البعض منهم برحيل جونسون في الوقت المناسب قبل الانتخابات المحلية في مايو/أيار 2022.
كذلك أظهر أحدث استطلاع أجرته صحيفة "أوبزرفر" أن معدل التأييد الشخصي لجونسون انخفض إلى ما دون أسوأ رقم سبق أن سجلته رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي.
كان جونسون، وبعد أسابيع من الإنكار والنفي، قد اعتذر الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022 في البرلمان، عن حفلة واحدة على الأقل نظمها موظفوه وحضرها في مايو/أيار 2020 فيما كان البريطانيون يخضعون لتدابير إغلاق.
نُظم حفلان آخران في أبريل/نيسان 2021، عشية جنازة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية، واعتذرت الحكومة في داونينغ ستريت لقصر باكينغهام، معتبرة الحفلات "مؤسفة جداً".