وجّه صحفي سوري موالٍ للنظام، الأحد 6 فبراير/شباط 2022، وصية طالب فيها بالاعتناء بأسرته وأطفاله؛ إذ قال في فيديو عبر حسابه على موقع فيسبوك، إن قوات كبيرة من مخابرات النظام السوري اقتحمت منزله، في محاولة لاعتقاله، على خلفية انتقاده لظهور فنانين إلى جانب بشار الأسد، في وقت يعاني فيه السوريون من أوضاع اقتصادية خانقة.
الصحفي كنان وقاف المعروف بولائه لبشار الأسد قال في تسجيله المصور: "أصوّر هذا الفيديو على عجل وأنا موجود خارج البيت، إذ اتصلت بي زوجتي وأبلغتني بقدوم قوة ضخمة بسلاح ميداني كامل لاعتقالي من المنزل، كأنهم أتوا لاعتقال أحد أفراد "داعش"، وليس اعتقال صحفي أو مواطن… أرعبوا زوجتي وأرعبوا الأطفال. هذا الفيديو صوّرته بعد التهديدات الكثيرة التي وردتني. أتمنى فقط أن يحصل أطفالي على العناية فقط، وهذا الفيديو بمثابة وصية".
ويأتي هذا بعد أن نشر الصحفي في وقت سابق منشوراً على حسابه على موقع فيسبوك انتقد فيه بشار الأسد على خلفية استقباله للفنانة سلاف فواخرجي وزوجها وائل رمضان في وقت يعاني فيه السوريون من تدني الأوضاع الاقتصادية خلفت غضباً واحتجاجات في العديد من المناطق السورية.
إذ قال وقاف في منشوره: "من المهم والمهم جداً استقبال الفنانين، ولكن قرار رفع الدعم وما رافقه من هياج شعبي (احتجاج وقطع طرق في السويداء – تكسير مركز تكامل في مصياف – طوابير أمام الهجرة والجوازات – طوابير أمام مديريات التموين – طوابير أمام السجل المدني – طوابير أمام مديريات النقل) غير مهم أبداً"، وختم ساخراً: "حكيمة كتير .. إي والله".
يُشار إلى أن سوريا حلت ضمن قائمة أكثر دول العالم سوءاً في مجال حرية الصحافة، وذلك وفق تقييم أصدرته اليوم منظمة "مراسلون بلا حدود"، فيما كشف تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنه منذ العام 2011 لم يتوقف نظام الرئيس بشار الأسد عن تكميم الأفواه واستهداف الصحفيين.
إذ أشار التقرير إلى مقتل 709 إعلاميين على يد قوات النظام خلال المدة ما بين مارس/آذار 2011 حتى ديسمبر/كانون الأول 2020، كما وصف التقرير الذي جاء في 20 صفحة كيف استشعر النظام السوري خطر الصحافة وأبقى على ثلاث صحف رسمية فقط تنطق باسم النظام السوري وتدافع عنه، مشيراً إلى أنه ليس من المبالغة أبداً القول بأنه لا يوجد شيء اسمه صحافة حرة لدى النظام السوري على الإطلاق.
والشبكة "السورية لحقوق الإنسان" هي منظمة حقوقية مستقلة غير حكومية وغير ربحية، تأسست في يونيو/حزيران 2011، وتعمل على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان داخل سوريا والدفاع عنها.