احتج مئات المتظاهرين في العاصمة اليونانية أثينا، الأحد 6 فبراير/شباط 2022، اعتراضاً على سياسة إبعاد المهاجرين غير النظاميين التي تتبعها السلطات في البلاد، وذلك عقب إعلان تركيا العثور على جثامين مهاجرين توفوا جراء البرد بعدما طردتهم اليونان.
الشرطة اليونانية أفادت بأن نحو 700 شخص شاركوا في الاحتجاج الذي دعت إليه مجموعات يسارية وأخرى مناهضة للعنصرية في أثينا، وفقاً لما ذكره موقع "الجزيرة. نت".
المحتجون تجمعوا أمام البرلمان اليوناني ورفعوا لافتات نددت باستخدام العنف ضد المهاجرين الذين يحاولون دخول الأراضي اليونانية، ورددوا شعارات ضد "اغتيال المهاجرين عند الحدود".
لافتات رفعها المتظاهرون وكتبوا عليها: "أوقفوا عمليات الإبعاد والعنف عند الحدود"، كما حملوا قارب نجاة يشبه تلك القوارب التي تُتّهم اليونان باستخدامها لإبعاد طالبي اللجوء من البلاد، ووقفوا دقيقة صمت، حداداً على الضحايا الذين عثر على جثثهم في تركيا.
كان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قد أعلن الأربعاء 2 فبراير/شباط 2022، أن حرس الحدود اليوناني أجبر 22 مهاجراً على العودة إلى الأراضي التركية، مشيراً إلى وفاة 12 منهم، قبل أن يرتفع عدد الوفيات إلى 19 يوم الخميس الماضي.
صويلو نشر صوراً لمهاجرين ملقين على الأرض، وانتقد الطريقة التي تعاملت بها قوات حرس الحدود اليونانية مع المهاجرين، وأشار إلى أن الحرس اليوناني أجبر المهاجرين على خلع أحذيتهم وملابسهم، ووصف الاتحاد الأوروبي بأنه "عاجز وضعيف وغير إنساني"، وفقاً لوكالة الأناضول.
عقب ذلك، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقف اليونان من المهاجرين، وقال للصحفيين في أنقرة: "رؤية أناس يتجمدون حتى الموت شيء لا يمكن قبوله أو تحمّله".
أضاف أردوغان أنه "بغض النظر عن زعيم الدولة الذي نلتقي به، سنضع الصور التي سجلناها وكل شيء أمامهم"، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
من جانبها، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تلقت عدداً متزايداً من التقارير في الأشهر الأخيرة التي تشير إلى أن طالبي اللجوء ربما أعيدوا إلى تركيا عن طريق البحر أو فور وصولهم إلى الأراضي اليونانية أو تُركوا في عرض البحر.
كذلك أعربت الأمم المتحدة، الجمعة 4 فبراير 2022، عن صدمتها وأسفها الشديد لمصرع 19 مهاجراً تجمّدوا على الحدود اليونانية.
كان قد انخفض تدفق المهاجرين واللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي عبر اليونان قدوماً من إفريقيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى منذ 2015-2016، عندما عبر آنذاك أكثر من مليون شخص إلى أوروبا بحثاً عن حياة أفضل.
تستضيف تركيا في الوقت الحالي قرابة أربعة ملايين سوري، وهو أكبر عدد من اللاجئين في العالم، بالإضافة إلى نحو 300 ألف أفغاني، وقالت تركيا إنها لا تستطيع قبول المزيد من المهاجرين.
كانت اليونان وتركيا قد اتفقتا العام الماضي على استئناف المحادثات الثنائية بشأن عدد من الخلافات لكنهما واصلتا تبادل الانتقادات حول الهجرة والحدود البحرية.