أعلن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكينزي، أن بلاده زودت الإمارات "بواحد من أفضل رادارات المراقبة في العالم"، وذلك في أعقاب الهجمات التي شنتها جماعة "الحوثي" في اليمن ضد منشآت في الأراضي الإماراتية.
جاء ذلك في أعقاب وصول ماكينزي الأحد 6 فبراير/شباط 2022 إلى الإمارات، لبحث جهود تعزيز التعاون الدفاعي بين بلاده وأبوظبي، وقال ماكينزي الذي يشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، إنه قدم موعد زيارته رداً على هجمات الحوثيين.
ماكينزي أوضح أن مقاتلات (إف-22) ستزود الإمارات "بواحد من أفضل رادارات المراقبة في العالم"، القادرة على تحديد الأهداف، ومنها صواريخ كروز الهجومية البرية والطائرات المسيرة.
المسؤول الأمريكي اعتبر أن "الوقت مقلق للغاية بالنسبة للإمارات، إنهم يبحثون عن الدعم ونحن هنا لمساعدتهم بتقديم هذا الدعم".
تأتي زيارة المسؤول الأمريكي عقب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية الأسبوع الماضي، أنها سترسل أنظمة دفاعية متطورة بينها المدمرة الصاروخية الموجهة (يو إس إس كول) وسرباً من مقاتلات (إف -22) المتقدمة إلى الإمارات، لدعم قوات الأخيرة في مواجهة هجمات الحوثيين.
تهدف الزيارة كذلك إلى التأكيد على التعاون والشراكة "الوثيقة" بين الولايات المتحدة والإمارات، حسبما نقل موقع "ستريبس" الأمريكي المعني بشؤون الدفاع.
يصف الجيش الأمريكي حتى الآن دعمه للإمارات بأنه مساعدة ثنائية دفاعية، وليس أي مساعدة للتحالف الذي تقوده السعودية، وفقاً لوكالة رويترز.
ماكينزي وفي رده على سؤال عن الهجمات الصاروخية التي شنها الحوثيون في الآونة الأخيرة، قال إنها ربما تكون مدفوعة بمجموعة من السيناريوهات، منها الرد على الهزائم في ساحة القتال، وأشار إلى أنه "من الصعب معرفة جميع أسباب الحوثيين وراء ذلك.. أعتقد أن الحوثيين ليسوا معتادين على خسارة الأرض في اليمن".
كذلك لفت ماكينزي إلى أن "الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى التي أُطلقت من اليمن ووصلت إلى الإمارات العربية المتحدة لم تُبتكر أو تُصنع أو تُصمم في اليمن.. كل ذلك حدث في مكان آخر. لذلك أعتقد أننا بالتأكيد نرى علاقة إيرانية بهذا الأمر".
كان الحوثيون قد قالوا الأسبوع الماضي، إنهم استهدفوا أبوظبي ودبي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، فيما أعلنت وزارة دفاع الإمارات اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقته الجماعة تجاه أراضيها "دون وقوع أية خسائر".
مؤخراً بدأت الجماعة بشن هجمات على مصالح ومواقع إماراتية، بدأتها في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، باعتراض سفينة شحن إماراتية قبالة محافظة الحديدة غربي اليمن، ثم هاجمت بمسيرات وصواريخ باليستية أبوظبي في 17 و25 من الشهر ذاته.
تُشكل الهجمات على الإمارات تصعيداً في الحرب اليمنية، التي أطلق خلالها الحوثيون صواريخ وطائرات مسيّرة مراراً على السعودية.
تهدف الهجمات التي شنها الحوثيون وتوعدوا بمزيد منها، إلى استهداف الاقتصاد الإماراتي، فالاستقرار الذي تتمتع به الإمارات يمثل أحد أهم عناصر كونها الجاذب الأكبر للاستثمارات العالمية، وكونها مقراً رئيسياً لأكبر الشركات متعددة الجنسيات في منطقة الشرق الأوسط.
في هذا السياق، يرى مراقبون ومحللون أن استمرار القصف الحوثي للعمق الإماراتي قد يصيب اقتصاد الدولة الخليجية بأضرار على المدى الطويل ربما لا يكون من السهل التعافي منها.