وجد مراسل تلفزيوني هولندي نفسه في موقف محرج عندما كان يبث تقريراً على المباشر من الصين، حيث انطلقت الألعاب الأولمبية الشتوية الجمعة 4 فبراير/شباط 2022، عندما منعه مسؤول صيني من مواصلة البث ودفعه بعيداً عن الكاميرا.
حسب تقرير لصحيفة The Daily Express البريطانية، السبت 5 فبراير/شباط، فقد انتشر مقطع فيديو مزعج يُصور اللحظة التي أمسك فيها مسؤول صيني صارم يضع شارة حمراء مراسل التلفزيون الهولندي سيرد دِن داس أثناء بثه تقريراً على الهواء من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
الصحيفة أوضحت أنه رغم محاولة الصحفي الهولندي مواصلة تقريره، واصل العميل الحكومي الشرس إبعاد مراسل NOS ودفعه قبل أن تضطر المحطة إلى قطع الإرسال عنه، والعودة إلى الأستوديو.
طرد المراسل التلفزيوني أثناء البث المباشر
خلال تقرير روتيني من حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية، انقض رجل صيني -يعتقد أنه مسؤول حكومي- على دِن داس.
أثناء الاضطراب الحاصل قال دن: "قل إنك تطردنا. فقد طردونا من موقع آخر من قبل، وأخشى أننا سنضطر للعودة إليك لاحقاً". وحاول دن الاستمرار في بث تقريره، لكن الرجل الذي كان يرتدي شارة حمراء دفعه للخلف.
يمكن أيضاً رؤية عملاء آخرين يظهرون في الخلفية مع تطور هذه اللحظة الدرامية. وقالت زميلته المذيعة في أستوديو المحطة بهولندا: "سننتقل إلى الموضوع التالي"، فيما تحولت صورة التقرير إلى اللون الأسود.
هذا الحادث ليس الحادث الأول الذي تتعرض له محطة NOS في الصين خلال الأيام الأخيرة، وعلّقت المحطة على ما حدث على تويتر. وأكدت أن مراسلها "بخير" وأنه عاد إلى الهواء بعد دقائق لاستكمال تقريره.
المحطة وفي بيان لها قالت: "مراسلنا (دن داس) سُحب بعيداً عن الكاميرا في الساعة 12:00 ظهراً في بث مباشر لمحطة NOS Journaal". وأضافت: "للأسف، أصبح هذا واقع المراسلين اليومي في الصين. وهو بخير وتمكن من إنهاء تقريره بعدها بدقائق".
مخاوف أمنية للمشاركين في الألعاب الأولمبية الشتوية
يُشار إلى أن وسائل الإعلام الأجنبية التي تغطي الألعاب الأولمبية الشتوية تخضع لقيود صارمة، مثل الاستخدام الإجباري لتطبيق مراقبة الصحة وإجراء فحص PCR يومياً لمنع تفشي كوفيد-19.
فيما كشف تقرير حول الأمن السيبراني، صادر من مختبر "سيتزن لاب" الكندي لمراقبة الإنترنت، أن تطبيق "My 2022" للهواتف الذكية الذي تفرضه الصين لتتبع فيروس كورونا يشكل خطراً على الوفود المشاركة في الأولمبياد الشتوية في بكين.
موقع "DW" الألماني أشار في تقرير يوم 18 يناير/كانون الثاني 2022، إلى أن عناصر حماية وتشفير في التطبيق غير كافية، ما يُشكل خطراً على الرياضيين والصحفيين ومسؤولي الوفود المشاركة في الأولمبياد الشتوية في بكين، إذ قد يعرضهم للقرصنة وانتهاكات الخصوصية أو حتى مراقبتهم.
كما وجد الخبراء أن التطبيق يتضمن قائمة كلمات رئيسية قد تستخدم في مجال الرقابة الرقمية، وفق ما ذكره الموقع الألماني، من بينها كلمة "القرآن" بلغة الإيغور.
وفقاً للتوجيهات الرسمية التي صدرت عن اللجنة الأولمبية الدولية، فإنه يُطلب من الرياضيين والمدربين والمراسلين والمسؤولين الرياضيين والآلاف من الموظفين المحليين المشاركين في الأولمبياد الشتوية في بكين تحميل بياناتهم، إما على تطبيق "ماي 2022" الخاص بالهواتف الذكية أو على شبكة الإنترنت.
يرمي التطبيق الذي تم تطويره من قبل الصين إلى مراقبة الوضع الصحي لجميع المشاركين في هذا الحدث الرياضي، من أجل تتبع أي إصابات محتملة بفيروس كورونا؛ حيث يتعين عليهم إدخال كافة المعلومات الشخصية مثل بيانات جواز السفر ومعلومات السفر على التطبيق.