يواصل المرشح اليميني المتطرف للرئاسة الفرنسية، إيريك زمور، استهدافه للمهاجرين خلال تجمعاته الانتخابية، خاصة الجاليات العربية والمسلمة في فرنسا، ووصفهم السبت 5 فبراير/شباط 2022، بأنهم "أكثر من منحرفين".
اليميني المتطرف إيريك زمور كان قد أعلن في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قراره خوض انتخابات الرئاسة الفرنسية المرتقبة في أبريل/نيسان المقبل، في تسجيل مصور نُشر على يوتيوب، تضمّن تحذيرات كثيرة من المهاجرين وتعهّدات بإعادة الهيبة إلى فرنسا على الساحة الدولية.
إيريك زمور و"المنحرفون"
تصريحات إيريك زمور الجديدة بحق المسلمين كانت خلال لقاء جمعه مع نقابات الشرطة، حيث قال: "ما يحدث ليس مواجهة سلطة مع منحرفين بل أكثر من ذلك، هو صراع بين حضارتين في فرنسا، ويجب على الحضارة الفرنسية أن تفرض نفسها على الأخرى".
كما أضاف المرشح اليميني أن "المنحرفين الذين يقطنون الأبنية السكنية المرتفعة هم رفاق للجهاديين، في معركة تضع المهاجرين في مواجهة الثقافة الفرنسية الأصيلة".
خلال خطابه التقديمي للترشح، رفض إيريك زمور أمام أنصاره وصفه بـ"اليميني المتطرف". ووعد بإنهاء الهجرة وإلغاء حق لم شمل الأسر وطرد المهاجرين غير النظاميين وإلغاء المساعدات الاجتماعية والطبية للأجانب غير الأوروبيين.
بينما دعا زمور في خطابات سابقة المسلمين إلى "الاندماج"، وتعهد بأن يطرح كل هذه التدابير على الشعب الفرنسي للاستفتاء، وقال: "بقاؤنا لا يخضع لحسن نية القضاة الأوروبيين".
تفوق اليميني المتطرف على لوبان
أظهر استطلاع أجرته مؤسسة Harris Interactive مؤخراً، أن زمور يتفوق على لوبان ومرشح اليمين التقليدي، الجمهوريّين، في الجولة الأولى من السباق الرئاسي.
بينما تُظهر جميع استطلاعات الرأي أنه سيخسر أمام ماكرون في الجولة الثانية، لكن فرنسا في مزاج سياسي متقلب، ويتساءل العديد من المراقبين عما إذا كان هجوم إرهابي آخر أو موجة قاسية من كوفيد يمكن أن تمنح زمور فرصة للتغلب على ماكرون، حسب The Independent.
في الوقت الحالي، أصبحت هيئته الهزيلة تظهر على أغلفة المجلات، وترشحه المحتمل أصبح موضوع البرامج الحوارية وتحليلات الصحف. ويتساءل الكثيرون عما إذا كان الحديث عنه سوف يغذي صعوده، بنفس الطريقة التي أسهم بها التلفزيون الأمريكي بمليارات من الإعلانات المجانية لحملة ترامب الانتخابية في عام 2016 بسبب هوسهم به.
إذ يقول دومينيك سوبو، رئيس SOS Racisme، وهي مجموعة تركز على التمييز: "إن خطابه الذي تتناقله العديد من وسائل الإعلام بتهاون، والذي ساهم في خلق هذه الشخصية، يخاطر بالتأثير على جو وجدول أعمال الانتخابات الرئاسية، من خلال توجيه الأحزاب والمرشحين نحو المزيد من العنصرية والكراهية".
صعوده يزعج حتى اليمين المتطرف
إيريك زمور هو صحفي يميني معتاد على الظهور التلفزيوني، ولكن صعوده واحتمال ترشحه للرئاسة، يزعج اليمين المتطرف والمؤسسة السياسية التقليدية المحافظة على حد سواء في البلاد، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Independent البريطانية.
كما أنه سليل مهاجرين جزائريين اشتهر بمواقفه الشديدة المناهضة للمهاجرين، إنه مفكر فرنسي كلاسيكي يلعب على نزعة معاداة المثقفين لدى شريحة من الناخبين فرنسي الأصل.
بينما كان إريك زمور قد أثار جدلاً واسعاً بعد تصريحاته الداعمة لما قاله الرئيس ماكرون حول "عدم وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي"، مؤكداً أن فرنسا هي من صنعت الجزائر طيلة 132 عاماً.
يقول برنارد كوتريس، أستاذ العلوم السياسية في معهد باريس للدراسات السياسية: "ما قد يكون خطيراً هو أن ما يقوله، والطريقة التي يدير بها حملته، والقضايا التي يتناولها، هي قضايا متفجرة للغاية. في أي وقت تُذكر فيه قضية الهوية تكون النهاية سلبية. هذا الهوس بقضية الهوية الوطنية ليس بالأمر الخطير للغاية، لكنه يخلق مناخاً سلبياً، وأجواء تشاؤمية".
فيما أدت مغازلة زمور الجادة للمشاعر الشعبوية مع احتمال خوضه لانتخابات الرئاسة في 2022 إلى إثارة الحالة المزاجية ورفع المخاطر في الانتخابات، التي يعتقد الكثيرون أنها ستشهد منافسة ساخنة مثلما حدث في الجولة الثانية لعام 2017 بين الرئيس إيمانويل ماكرون والمرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان.