قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده وتركيا وقعتا اتفاقية من شأنها أن توسع بشكل كبير إنتاج طائرات "بيرقدار" القتالية المسيرة داخل الأراضي الأوكرانية، وذلك في الوقت الذي تشهد البلاد توتراً حدودياً مع روسيا وخشية كبيرة من نية موسكو غزوها.
عقب اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كييف، الخميس 3 فبراير/شباط 2022، قال زيلينسكي إنه على ثقة من أن محادثاتهما ستؤدي إلى نتيجة عملية من شأنها أن تعزز أمن البلدين وأمن الطاقة.
وأشار إلى أنه تم خلال اللقاء الاهتمام بشكل خاص بالتعاون بين أوكرانيا وتركيا في صناعات الطيران والدفاع، وأن ذلك يمثل أولوية في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وتستخدم المسيرات التركية في طلعات استكشافية على طول خط المواجهة في إقليم دونباس، الذي يشهد منذ عام 2014 نزاعاً بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، وهو أمر سبق لموسكو أن أبدت استياءها منه.
حيث قالت موسكو إن استخدام القوات الأوكرانية الطائرة المسيرة التركية في العمليات القتالية بإقليم دونباس سيؤثر سلباً على الوضع في الإقليم.
وفي سبتمبر/أيلول 2021، وقّع وزير الدفاع الأوكراني أندري تاران والرئيس التنفيذي لشركة "بايكار" التركية للدفاع والطيران خلوق بيرقدار مذكرة تفاهم لإنشاء مركز للصيانة والتدريب على الطائرات المسيرة في أوكرانيا.
مبادرة لعقد قمة ثنائية
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد خلال زيارته لكييف إمكانية أن تستضيف أنقرة قمة أوكرانية روسية على مستوى القادة، أو محادثات على المستوى الفني، لتجاوز الأزمة الراهنة بين البلدين.
وأوضح أردوغان أن "تركيا على استعداد للقيام بما يلزم من أجل إنهاء الأزمة بين أوكرانيا وروسيا (البلدين) الصديقين والجارين في البحر الأسود".
كما أضاف: "نؤمن أن الأزمة ستنتهي سلمياً ودبلوماسياً في إطار اتفاقات مينسك، وعلى أساس وحدة أراضي أوكرانيا والقانون الدولي".
وعن الجانب الاقتصادي قال أردوغان: "الاتفاقيات التي وقعناها دليل على إرادتنا لتعزيز شراكتنا الاستراتيجية، حيث تناولنا خلال لقائنا سبل رفع التبادل التجاري مع أوكرانيا إلى 10 مليارات دولار".
واستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بمراسم رسمية في العاصمة كييف، الخميس.
أزمة أوكرانيا وروسيا
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
يشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.
في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطط لشن هجوم جديد على كييف، ووجهت اتهامات، مؤخراً، إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال شنت هذا الهجوم.
إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشنّ أي هجوم، لكن تقول إنها قد تقْدم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.