قالت واشنطن، الخميس 3 فبراير/شباط 2022، إنها توصلت لمعلومات استخباراتية تكشف نية روسيا تلفيق ذريعة مسبقة لغزو أوكرانيا، عبر فيديو مزيف لإبادة جماعية مفترضة ارتكبتها كييف، وهو ما سيدفع موسكو إلى غزوها.
مسؤولون كبار بإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كشفوا لصحيفة "New york times" الأمريكية، معلومات استخباراتية حصلت عليها واشنطن تخص الخطة التي تعتمد عليها روسيا لتلفيق ذريعة لغزو أوكرانيا.
هجوم "مفبرك"
تتضمن الخطة، التي تأمل الولايات المتحدة إفسادها من خلال الإعلان عنها، تصوير شن هجوم مفبرك من قبل الجيش الأوكراني وتصويره إما على الأراضي الروسية وإما على الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا.
وتعتزم روسيا استخدام الفيديو لاتهام أوكرانيا بارتكاب إبادة جماعية ضد الناطقين بالروسية. وستستخدم الغضب بشأن الفيديو لتبرير هجوم أو دعوة قادة انفصاليين في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا إلى التدخل الروسي.
ولم يكشف المسؤولون عن أي دليل مباشر على الخطة الروسية أو كيف علموا بها، قائلين إن القيام بذلك من شأنه أن يعرّض مصادرهم وأساليبهم للخطر.
لكن كلاً من حملة التضليل الروسية الأخيرة التي ركزت على الاتهامات الكاذبة بالإبادة الجماعية والإجراءات السياسية الأخيرة التي تم اتخاذها في البرلمان الروسي للاعتراف بالحكومات المنشقة في أوكرانيا، أعطت مصداقية للمخابرات، بحسب ما قالته الصحيفة.
وأشار المسؤولون إلى أن الفيديو كان يهدف إلى أن يكون مفصلاً، مع خطط لصور بيانية للنتائج المرحلية المليئة بالجثث في أعقاب انفجار ولقطات لمواقع دمرت.
كما قالوا إن الفيديو كان من المقرر أيضاً أن يتضمن معدات عسكرية أوكرانية مزيفة وطائرات مسيرة تركية وممثلين يلعبون دور المعزين الناطقين بالروسية.
لن يقول المسؤولون الأمريكيون من في روسيا كان يخطط للعملية على وجه التحديد، لكن مسؤولاً كبيراً في الإدارة قال إن "المخابرات الروسية متورطة بشكل وثيق، في هذا الجهد".
وسبق أن اتهمت المملكة المتحدة روسيا بأنها تسعى "لتنصيب زعيم موالٍ لها في كييف".
وقالت الخارجية البريطانية في بيان، إن لديها معلومات تفيد بأن روسيا تريد تنصيب "زعيم موالٍ لها في كييف وتفكر في غزو واحتلال أوكرانيا".
تهديد أمريكي بعقوبات
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال قبل أيام، إنه سيفكر في فرض عقوبات شخصية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا غزت موسكو أوكرانيا، مؤكداً أن العالم سيواجه "عواقب وخيمة" إذا قامت روسيا بغزو جارتها.
الرئيس الأمريكي وصف هذه الخطوة- في حال حدوثها- بأنها قد تصبح "أكبر غزو منذ الحرب العالمية الثانية"، منوهاً إلى أنه يشعر بأنه ملزم بتعزيز وجود الناتو في أوروبا الشرقية، وقال: "علينا أن نوضح أنه لا يوجد سبب يدعو أي شخص، أي عضو في الناتو، إلى القلق بشأن ما إذا كان الناتو سيأتي للدفاع عنه".
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في تصريحات سابقة، إن روسيا يمكن أن تشن هجوماً جديداً على أوكرانيا بشكل سريع.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
يشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.
في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطط لشن هجوم جديد على كييف، ووجهت اتهامات، مؤخراً، إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال شنت هذا الهجوم.
إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشنّ أي هجوم، لكن تقول إنها قد تقْدم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.