قال موقع Africa Intelligence، في تقرير نشره الخميس 3 فبراير/شباط 2022، إنَّ ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يطمح إلى لعب دور كبير في نزاعات إفريقيا، خاصةً أزمتَي الصراع الإثيوبي السوداني وأزمة سد النهضة.
التقرير قال كذلك، إنَّ ولي عهد الإمارات يتمتع بعلاقات قوية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي التقاه في اجتماع فردي بأبوظبي في 26 يناير/كانون الثاني 2022، وكذلك تربطه علاقات قوية بالقيادة السودانية والرئيس الإريتري أسياس أفورقي، ما سيسهّل عليه وضع حلول لأزمات تواجهها القارة الإفريقية، حسب وصف التقرير.
زيارة رئيس وزراء إثيوبيا للإمارات
يأتي الحديث عن مساعي الإمارات الدبلوماسية لحلحلة الأزمات بإفريقيا، بعد لقاء وليّ العهد، في 29 يناير/كانون الثاني 2022، أيضاً، مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، الذي عرض له خدماته في أزمة تيغراي. ويعتمد محمد بن زايد على علاقاته في المنطقة لتحقيق النجاح، حيث فشل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي وكينيا حتى الآن.
إذ يأمل محمد بن زايد أن تمنحه التحالفات المعقدة في المنطقة النفوذ اللازم ليكون له تأثير، خاصةً في أزمة الحرب بين إثيوبيا وتيغراي، حيث تُعَدُّ الخرطوم هي القاعدة الخلفية لعدد من كبار أعضاء "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، وقد انتشرت شائعات بأن مصر ربما قدمت مساعدات لوجستية وعسكرية لقوات دفاع تيغراي منذ بدء الحرب.
مع ذلك، فإن الروابط الرسمية بين القاهرة والجنرالات السودانيين والمتمردين التيغراي لم تُثبَت بشكلٍ واضح قط، ودائماً ما يُنكِرها المعنيون بالأمر. على سبيل المثال، رفض الخبير الاستراتيجي العسكري في قوات دفاع تيغراي، الجنرال تسادكان جبريتنساي، هذا الادِّعاء مراراً.
قتال أهالي تيغراي للجيش الإثيوبي
حيث يصرُّ الجنرال تسادكان جبريتنساي على أن أهالي تيغراي، الذين أجبرهم الحصار المفروض على المنطقة، يقاتلون وحدهم. وفي الوقت الحالي، قُطِعَت جميع قنوات الإمداد البرية بين السودان وتيغراي من قِبل ميليشيات الأمهرة والقوات الإقليمية المتحالفة مع الجيش الفيدرالي الإثيوبي، والتي تحتل المنطقة الحدودية غرب تيغراي.
كذلك وفي نهاية عام 2020، اندلع صراعٌ ثانٍ على هذه الحدود نفسها، حول مثلث الفشقة، بمساحة 250 كيلومتراً مربعاً يرويها نهرا ستيت وعطبرة، اللذان تدَّعي الخرطوم السيادة عليهما، حيث استغل النظام السوداني اندلاع الحرب في تيغراي أواخر عام 2020، ليقوم بتحركاته في المنطقة التي لطالما رعاها الإثيوبيون.
من جانبه يأمل محمد بن زايد أيضاً حلَّ هذه المشكلة من خلال اقتراح الوساطة الذي قدَّمه، ففي أوائل عام 2021، عرض وليُّ العهد خدماته على السلطات الانتقالية بالخرطوم وآبي أحمد؛ في محاولة لإيجاد حلٍّ دبلوماسي للصراع، حيث نوقِشَت العديد من الخيارات، من ضمنها قبول الوضع الراهن أو إنشاء إدارة مشتركة للمنطقة. وبينما قبلت الخرطوم عرض الوساطة، لم يقبل آبي أحمد. لكن ذلك لم يردع بن زايد.
موقف السودان من أزمة الفشقة
كذلك وخلال زيارته لأديس أبابا في 22 يناير/كانون الثاني 2022، عرض نائب رئيس المجلس السيادي السوداني محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، مرةً أخرى موقف السودان من الفشقة على رئيس الوزراء الإثيوبي.
في السياق ذاته فإن المسار الذي ينوي محمد بن زايد، المضي في الوساطة لإنجازه، هو مسار أزمة سد النهضة الإثيوبي، حيث يتخيل الزعيم الإماراتي نفسَه أنه وسيط سلام في نزاع النيل. ولأكثر من عامٍ، تعهَّدَ محمد بن زايد لكل من السيسي وآبي بأن أيَّ تقدُّمٍ دبلوماسي سيُقابَل باستثماراتٍ إماراتية.
توقف المحادثات
لكن المحادثات بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا توقفت بشأن هذه القضية. ومع ذلك، فإن الرئيس السنغالي ماكي سال، الذي سيتولَّى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي خلال القمة السنوية لرؤساء الدول في 6-7 فبراير/شباط 2022، يمكنه أن يحرِّك الأمور قُدُماً، وقد بدأ السيسي بالفعل تقارباً مع ماكي سال؛ الأمر الذي أدَّى إلى زيارةٍ للقاهرة في الأيام الماضية.
إضافة إلى ذلك فإنه ومن خلال ملء المساحة الدبلوماسية التي تُركت شاغرة في المنطقة، يعمل محمد بن زايد أيضاً على تحويل الانتباه بعيداً عن اتِّهامات التدخُّل المباشر الموجهة إلى الإمارات منذ بداية الصراع في تيغراي.
أما الشكوك حول تورُّط الإمارات منذ البداية، سواء كان ذلك من قاعدة الدولة في عصب بإريتريا، والتي غادرتها الآن، أو مؤخراً بتسليم طائرات مُسيَّرة للحكومة الفيدرالية الإثيوبية، فهي بعيدةٌ تماماً عن الانحسار.