استبعد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الأربعاء 2 فبراير/شباط 2022، "حتى هذه اللحظة" عودة عضوية سوريا في القمة العربية المقبلة بالجزائر، راهناً ذلك بتجاوب "الحكم" في دمشق مع "المواقف العربية المطروحة".
حديث أحمد أبو الغيط جاء في مقابلة أجراها معه تلفزيون "المملكة" الرسمي الأردني، على هامش زيارة رسمية غير معلنة المدة للعاصمة عمان. ورداً على سؤال بشأن إذا كانت سوريا ستشارك في قمة الجزائر، أجاب أبو الغيط: "حتى هذه اللحظة لا يبدو الأمر كذلك".
في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قررت الجامعة تجميد عضوية سوريا، على خلفية لجوء نظام بشار الأسد إلى الخيار العسكري لإخماد ثورة شعبية مناهضة لحكمه طالبت بتداول السلطة.
موقف الجامعة من النظام السوري
الأمين العام لجامعة الدول العربية استدرك حديثه قائلاً: "لكن من هنا لحين انعقاد الأمر، وإذا ما وقع تشاور بين الدول الأعضاء على منهج محدد، وإذا ما توافقوا على التحدث إلى الحكم في سوريا وقيام الحكم في سوريا بالتجاوب أيضاً مع المواقف العربية المطروحة (لم يحددها)".
كما تابع: "عندئذ أتصور أنه لن يكون هناك ما يمنع من عودتها، ولكن إذا لم يتحقق، لا أقول مشروطيات، ولكن أقول الإطار التوافقي بين المجموعة العربية المتمثلة في 21 دولة من ناحية وسوريا من ناحية أخرى".
فيما أشار أحمد أبو الغيط إلى وجود دول "لا ترى عودة حالية لدولة سوريا؛ لأن المواقف ما زالت على حالها، ولكن توجد أطراف عربية أخرى تدعو للتفاعل مع الحكم في سوريا".
أضاف المسؤول العربي: "أتمنى هذه العودة لكي تحقق قوة للجامعة في أن تعود بسوريا المتوافقة مع الإقليم نفسه، وأتابع مواقف الدول العربية والجميع يتحرك بحذر شديد".
موانع عودة سوريا للجامعة العربية
في معرض رده على موانع العودة السورية، قال أحمد أبو الغيط : "ثمة قرار دولي 2254 يطالب بمواقف محددة، ووسيط دولي يتحدث للمعارضة والحكومة السورية بشأن خطوات محددة لكل طرف، والجامعة العربية تتابع".
استدرك: "ليس من حق أي أحد إلا العرب السماح بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وإن اعتراضات قوى أجنبية كبرى أمر يتعلق بهم، والعرب هم من يقررون توقيت العودة، لكن لم يتحدث أحد حتى الآن بشأن العودة، ويجب الإعداد بشأن عودة الحكومة السورية لمقعدها".
دعا أبو الغيط إلى "وجوب اهتمام جميع العرب بالشأن السوري؛ لتضرر ملايين السوريين بشكل بالغ، إضافة لتضرر الأردن والعراق ولبنان والإقليم بأكمله بسبب التوتر والتدخلات الخارجية، سواء من قوى إقليمية أو قوى كبرى، أكثر من قوى إقليمية على الأرض".
وزاد أحمد أبو الغيط قائلا: "الدول العربية تعي وجود قوى أجنبية تلعب في الأرض السورية وليس لصالح المصالح العربية".
هل أخطأ العرب بإخراج سوريا؟
فيما إذا كان يعتبر أن قرار إخراج سوريا من الجامعة بـ"الخاطئ"، أجاب: "كان هناك تصرفات كثيرة غير موفقة من قبل بعض الدول العربية، وأحياناً رؤى مضطربة أدت إلى هذا الوضع، وثمة تسرع أحياناً وإحالات لمجلس الأمن والأمم المتحدة بشكل لم ينبغ أن يكون".
عقب اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب بالكويت في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، قال أحمد أبو الغيط إن مسألة عودة مقعد سوريا في الجامعة العربية لم تُطرح في هذا الاجتماع، وإن الجزائر حددت موعداً للقمة العربية (لم يعلنه).
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إنه "من المفروض أن تكون سوريا حاضرة (في القمة).. عندما ننظم قمة عربية نريد أن تكون جامعة وانطلاقة للم شمل العالم العربي الممزق".
بينما تسارعت، منذ يوليو/تموز الماضي، خطوات تطبيع دول عربية مع النظام السوري، لا سيما من جانب الأردن والإمارات ومصر، متمثلة في لقاءات متبادلة واتفاقات وتفاهمات اقتصادية.
الجامعة العربية والقضية الفلسطينية
كما تطرق أبو الغيط إلى العديد من الأزمات العربية والإقليمية، أبرزها القضية الفلسطينية، معتبراً أنها تعرضت لهزة شديدة إبان مرحلة الربيع العربي، واصفاً إياه بأنه التخريب والتدمير العربي، الذي أهان المنطقة ودمرها".
إذ بين أن "إسرائيل ستواجه مأزقاً مؤكداً في المستقبل، (…) قد نجد يوماً ما نتيجة للأغلبية الفلسطينية إذا كان لديهم الحق بالانتخاب أن هناك رئيس وزراء فلسطينياً بديلاً لأي رئيس وزراء إسرائيلي".
بينما أبدى أحمد أبو الغيط استغرابه وعدم تفهمه للدعم والمساندة الأمريكية الأوروبية للحكومة الإسرائيلية التي لا تركز على التسوية والذي لن تكون نهايته إيجابية".
كما لفت إلى أنه في غياب التسوية السياسية في لحظة ما من الزمن "سينفجر الوضع"، وطالب بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي والتصدي له، حتى يقبل بمفهوم العودة للمفاوضات.