رغم تعليق عملها بسبب “خاشقجي”.. شركة “فايس” الأمريكية تنظِّم حفلاً سرياً في السعودية بـ20 مليون دولار

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/01 الساعة 22:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/01 الساعة 22:27 بتوقيت غرينتش
مواقع التواصل الاجتماعي

قالت صحيفة The Guardian الأمريكية، الثلاثاء 1 فبراير/شباط 2022، إن شركة Vice Media الإعلامية الأمريكية نظمت مهرجاناً حكومياً بشكل سري في المملكة العربية السعودية بميزانية قدرها 20 مليون دولار، وذلك بعد ثلاث سنوات فقط من إعلان الشركة أنها ستعلق كافة أعمالها في السعودية، على خلفية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.

فقد كانت الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي على موعدٍ مع مهرجانٍ فخم للموسيقى والتذوق، وذلك حين بدأوا في التوافد على مهرجان السمت الموسيقي في منتصف الصحراء السعودية، بدعمٍ من إحدى المؤسسات الحكومية السعودية.

لكن الحضور فاتهم أن المهرجان الموسيقي قد تم تنظيمه في السر بواسطة شركة الإعلام الشبابية Vice. وجاء التنظيم ضمن حملة الشركة الإعلامية المتواصلة لجني المال في الدولة الشرق أوسطية، رغم سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان.

فيما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية عن مصادر مطلعة قولهم إنّ الشركة عادت من جديد لاصطياد الفرص التجارية داخل السعودية بكل شراسة.

"وعود واهية"

من جهته، قال أحد موظفي الشركة: "يُعرب موظفو Vice منذ سنوات عن مخاوفهم إزاء تورط الشركة في السعودية، لكن مخاوفنا قوبلت بالوعود الواهية والأعذار المثيرة للشفقة".

مع ذلك لم يحظَ "مهرجان السمت" بتغطيةٍ كبيرة في الإعلام الغربي حين أُقيم مع بداية جائحة كوفيد-19، لكن يُعتقد أنّ المهرجان كان مربحاً للغاية لشركة Vice. إذ يقدر الموظفون في الشركة أن ميزانية المشروع بلغت 20 مليون دولار.

في حين وعد الحدث بالجمع بين أفضل ما تقدمه الثقافة الشرقية، حيث أُقيم في مدينة العلا السعودية، وبين أفضل ما تقدمه الثقافة الغربية (حيث استضاف حفلاً لفرقة Chainsmokers).

جهود كبرى للتخفي

رغم كل ذلك، فقد بذلت الشركة الأمريكية جهوداً كبرى لإبقاء اسمها بعيداً عن الحدث؛ إذ طلبت وكالة التسويغ الإبداعي التابعة للشركة، وكالة Virtue، من المقاولين العاملين في المهرجان توقيع اتفاقيات عدم إفصاح. كما لم يظهر اسم الشركة في أي مواد تسويقية للعامة.

بحسب صحيفة The Guardian الأمريكية، تسعى السعودية جاهدةً لإنفاق أموال طائلة من أجل إعادة تقديم نفسها في عيون الغرب، بينما أصبحت Vice شركةً متقادمة تحتاج لتحسين وضعها المالي سريعاً. إذ ركبت الشركة موجة الشركات الناشئة للإعلام الجديد في مطلع القرن.

إلا أن الشركة الإعلامية البارزة أهدرت مليارات الدولارات في الاستثمارات، كما كانت تعاني في الوقت ذاته من اتهامات التحرش الجنسي، وتحاول تحقيق عائدات مالية للمستثمرين.

افتتاح مقر في السعودية

نتيجةً لذلك، كانت الأموال المعروضة من الشرق الأوسط مغريةً للغاية، ولهذا افتتحت الشركة مقراً جديداً في العاصمة السعودية الرياض خلال العام الماضي. كما تعاقدت على صنع أفلام ترويجية للبلاد مع المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، وهي شركةٌ ذات علاقات وثيقة بالدولة السعودية ولديها شراكة مع صحيفتي Independent وEvening Standard البريطانيتين.

بدوره، ذكر أحد الموظفين في الشركة أن الرؤساء التنفيذيين على درايةٍ كاملة بالضرر المحتمل على سمعتها في حال أدرك جمهور Vice الغربي حجم تعاون الشركة مع الدولة السعودية. وقال: "من المذهل أن Vice لا تزال سعيدة بالحصول على المال من بلدٍ كان مسؤولاً حرفياً عن جريمة قتل صحفي بموافقة الدولة، رغم المعارضة المستمرة من الموظفين".

في المقابل، قال المتحدث باسم الشركة متحدثاً عن مخاوف الموظفين إزاء العودة للعمل مع السعودية: "تم إنشاء Vice Arabia قبل أربع سنوات ضمن خطتنا للتوسع عالمياً، وهذا على غرار العديد من شركات الإعلام والمحتوى الأخرى التي توسعت في المنطقة".

المتحدث أضاف: "لطالما كانت الشركة مهتمةً بإبداع وثقافة الشباب في جميع أنحاء العالم، وداخل السعودية التي تقل أعمار ثلث سكانها عن 35 عاماً. لقد افتتحنا مكتباً تجارياً وإبداعياً في الرياض مطلع العام الجاري، وقد نقلت وسائل الإعلام الأمر وشاركته مع العامة. وصوتنا التحريري لطالما كان- وسيظل- يُنقل بكل استقلالية وحرية".

كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد قالت في شهر فبراير/شباط 2019، إن "السعودية بذلت جهوداً كبيرة قبيل مقتل خاشقجي، في سبيل تأسيس إمبراطورية إعلامية تهدف لتحديث صورتها في الغرب، ومواجهة منافسيها".

حينها أوضحت أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التقى في أغسطس/آب 2018، بالرئيس التنفيذي لشركة "فايس ميديا"، شين سميث، على متن يخته في البحر الأحمر، بهدف انفتاح ولي العهد على وسائل الإعلام الغربية من خلال الشركة الأمريكية.

تحميل المزيد