أقرت الشرطة الإسرائيلية لأول مرة، الثلاثاء 1 فبراير/شباط 2022، باستخدام برنامج "بيغاسوس" الذي تنتجه شركة "إن إس أو"، في التجسس على مواطنين، وهو الأمر الذي أثار مؤخراً ضجة واسعة في إسرائيل، وكان من بين الأسباب التي دفعت رئيس مجلس إدارة تلك الشركة للاستقالة من منصبه.
حيث قالت الشرطة، في بيان، إنها أجرت تحقيقات بشأن الحالات التي زُعم فيها أنها نفذت "إجراءات تجاوزت صلاحياتها عند التنصت على المكالمات الهاتفية باستخدام الوسائل التكنولوجية".
فيما أضافت: "في عملية تحقيق لاحقة تم إجراؤها حتى قبل تشكيل فريق التحقيق، تم اكتشاف نتائج إضافية غيرت الوضع في بعض الجوانب"، بحسب قناة "كان" الرسمية.
بينما أقرت الشرطة باستخدام "بيغاسوس" بشكل محدود للغاية في "حالات استثنائية"، لم تكشف عن تفاصيلها.
تشكيل فريق للتحقيق
في وقت سابق من يوم الثلاثاء، أمر المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت، في يومه الأخير بمنصبه بتشكيل فريق للتحقيق في استخدام الشرطة للبرنامج، برئاسة نائبته عاميت ماراري، ومشاركة محققين سابقين في جهاز الأمن العام (شاباك).
كانت الشرطة، قد أبلغت مندلبليت في وقت سابق أنها أجرت تحقيقاً أولياً كشف أن "جميع أنشطتها في هذا المجال تتم وفق القانون على أساس أوامر قضائية، تصدرها المحاكم، وتعليمات داخلية صارمة حول كيفية عمل الشرطة".
على إثر ذلك، أصدر مندلبليت في 20 يناير/كانون الثاني المنصرم بياناً قال فيه: "بناء على المعلومات التي قدمتها الشرطة حتى الآن، فإنها تعمل وفقاً للقانون وبأمر من المحكمة فقط".
استقالة رئيس الشركة
يشار إلى أنه في 25 من شهر يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن رئيس شركة "إن إس أو" الإسرائيلية المنتجة لـ"بيغاسوس" آشر ليفي استقالته، بعد أسبوع من تقرير قال إن الشرطة استخدمت البرنامج سيئ الصيت للتجسس على مواطنين.
جدير بالذكر أن "ليفي" تولى منصب رئيس مجلس الإدارة في أبريل/نيسان 2020 كمعين من شركة الأسهم الخاصة نوفالبينا كابيتال التي مقرها بريطانيا، والتي اشترت (إن.إس.أو) في عام 2019. وتولت مجموعة بيركلي للأبحاث إدارة نوفالبينا وبشكل فعلي (إن.إس.أو) في يوليو/تموز 2021.
كان موقع "كالكاليست" الإسرائيلي قد كشف، في 18 من الشهر ذاته، أن الشرطة الإسرائيلية استخدمت برنامج "بيغاسوس" لملاحقة مواطنين إسرائيليين، مشتبه بهم في قضايا جنائية، دون أوامر قضائية.
بحسب الموقع ذاته، استخدمت الشرطة الإسرائيلية البرنامج لاختراق هواتف قادة الاحتجاج ضد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، الذين كانوا يتظاهرون أمام مقر إقامته في شارع بلفور بالقدس الشرقية.
كما استخدم "بيغاسوس"، بحسب التقرير للتجسس على رؤساء مدن وموظفين حكوميين وغيرهم.
اختراق الهواتف النقالة
تجدر الإشارة إلى أن برنامج "بيغاسوس" يعمل على أساس اختراق الهواتف النقالة، من خلال رسائل خبيثة.
في حين تسبب برنامج التجسس الإسرائيلي بفضائح عالمية، الصيف الماضي، بعد اكتشاف استخدامه للتجسس على سياسيين وصحفيين وناشطين.
نتيجة لذلك، أدرجت وزارة التجارة الأمريكية (إن.إس.أو) على القائمة السوداء في نوفمبر/تشرين الثاني في ضربة كبيرة لآفاق التصدير للشركة، مؤكدة أنها باعت برامج تجسس لحكومات أجنبية استخدمتها فيما بعد لاستهداف مسؤولين حكوميين وصحفيين وغيرهم.
بخلاف ذلك، أقامت أيضاً شركة آبل دعوى قضائية ضد (إن.إس.أو) قائلة إنها انتهكت قوانين الولايات المتحدة من خلال اختراق البرنامج الإلكتروني المثبت في أجهزة آيفون.
أيضاً واجهت الشركة ذاتها إجراءات قانونية أو انتقادات من مايكروسوفت وميتا بلاتفورمز، الشركة الأم لفيسبوك، ومن ألفابيت المالكة لجوجل ومن شركة سيسكو سيستمز.
و"إن إس أو"، هي شركة إسرائيلية خاصة مقرها في مدينة "هرتسيليا" (وسط)، تأسست عام 2010، وتعمل على تطوير برامج للحرب الإلكترونية والتجسس الرقمي، وتصديرها إلى عدد من البلدان.