أخفقت روسيا، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022، في منع انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي، خُصصت لبحث الأزمة مع أوكرانيا، فيما حذَّر الرئيس الأمريكي جو بايدن، موسكو من "عواقب سريعة وخطيرة" إذا اختارت مهاجمة أوكرانيا.
حيث طلب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، السفير فاسيلي نيبيزيا، من رئيسة المجلس السفيرة مني يول، في بداية الجلسة المنعقدة حالياً، أن تطرح "تصويتاً إجرائياً" على ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس (15 دولة)؛ لمعرفة مواقف هذه الدول من عقد الجلسة ومنع الاجتماع.
على أثر ذلك، أجرت رئيسة المجلس التصويت المطلوب، وجاءت نتيجته ضد الاقتراح الروسي، حيث وافقت 10 دول على عقد الجلسة مقابل رفض اثنتين فقط هما روسيا والصين.
وطبقاً لأساليب العمل بالمجلس تتطلب الموافقة على الاقتراح الروسي بمنع الجلسة الحصول على موافقة 9 أصوات مؤيدة على الأقل لتمريره، ولا يسري حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به الدول الخمس دائمة العضوية (روسيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين).
"نشر الهستيريا ضد روسيا"
من جهته، اتهم المندوب الروسي، في إفادته خلال الجلسة، الولايات المتحدة بسعيها إلى "استخدام منصة مجلس الأمن في نشر الهستيريا ضد روسيا".
نيبيزيا أوضح أنَّ طلب انعقاد مثل هذا الاجتماع لمجلس الأمن "يعدُّ تدخلاً غير مقبول في شؤوننا الداخلية، ومحاولة لتضليل الرأي العام الدولي وتوتير الوضع الحالي".
فيما أضاف السفير الروسي: "نحن نعقد اجتماعاً لمجلس الأمن الآن، بسبب اتهامات لا سند لها وقد قمنا بتفنيدها بشكل مكرر، وهذه المناقشة المفتوحة تعكس دبلوماسية المبالغة التي تتبعها الولايات المتحدة".
بدورها، رفضت المندوبة الأمريكية، السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، اتهامات نظيرها الروسي.
إذ قالت غرينفيلد في إفادتها بالجلسة: "الوضع في أوروبا خطير، وأفعال روسيا لا تحترم ميثاق الأمم المتحدة وتمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين".
في حين أردفت: "لقد دعونا إلى عقد مثل هذا الاجتماع، بسبب ما شاهدناه على مدار الشهور الماضية من أفعال روسية على الحدود الأوكرانية".
كما تابعت: "روسيا تقول إنها تحشد قواتها على أراضيها، لكن هذه القوات يتم نشرها بالقرب من الحدود الأوكرانية (..) لقد تعرضت أوكرانيا للغزو من قبلُ، حيث احتلت روسيا أراضي أوكرانية من قبلُ (تقصد شبه جزيرة القرم)".
فيما ذكرت السفيرة الأمريكية: "الزميل الروسي (تقصد السفير نيبيزيا) قال إننا نسعى إلى نشر هيستريا، لكن دعونا نسأل: ماذا لو تم نشر هذه القوات على حدود أي من دولكم؟".
"عواقب خطيرة"
في غضون ذلك، قال بايدن: "لقد عرضت الولايات المتحدة تفصيلياً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الطبيعة الكاملة للتهديد الروسي لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وأوضحنا للمجتمع الدولي الآثار الكاملة لهذا التهديد ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا، ولكن بالنسبة للمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والنظام الدولي".
جاء ذلك في بيان وزعته البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة على الصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
الرئيس الأمريكي أضاف: "إذا كانت روسيا صادقة بشأن معالجة مخاوفنا الأمنية من خلال الحوار، فستواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤنا الانخراط بحسن نية، إذا اختارت روسيا الابتعاد عن الدبلوماسية ومهاجمة أوكرانيا، فسوف تتحمل روسيا المسؤولية وستواجه عواقب سريعة وخطيرة".
في حين أردف بيان بايدن: "تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها الاستعداد لكل سيناريو، ومن الضروري أن يرى العالم بوضوح، الإجراءات التهديدية التي تقوم بها روسيا، وأن يكون مستعداً للرد على المخاطر التي تمثلها".
توتر متزايد بين كييف وموسكو
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
يشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.
في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطط لشن هجوم جديد على كييف، ووجهت اتهامات، مؤخراً، إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال شنت هذا الهجوم.
إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشنّ أي هجوم، لكن تقول إنها قد تقْدم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.