“تعالَ واعمل معنا في إسرائيل”! هكذا يستهدف الموساد تجنيد إيرانيين وسوريين عبر شبكة توظيف مشبوهة

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/30 الساعة 16:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/30 الساعة 16:59 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي، نيفتالي بينيت - رويترز

في تقرير له، يوم الإثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022 قال موقع The Daily Beast الأمريكى إن موقع VIP Human Solutions الإلكتروني يُعد واحداً من 16 موقعاً تعمل منذ أربع سنوات لاستدراج الجواسيس والجنود السابقين في إيران وسوريا وحزب الله، للذهاب إلى العمل في إسرائيل.

إذ يملك الموظِّفون في الموقع صفقة فريدة للباحثين عن أعمال أمنية حساسة لدى حزب الله ونظام الأسد: تعالَ واعمل معنا في إسرائيل.

موقع لتجنيد الجواسيس

فتحتَ صورة للعلم الإسرائيلي ورقم للتواصل مزود برمز الاتصال الإسرائيلي، يُروج موقع VIP Human Solution لنفسه بأنه: "مركز كبار الشخصيات لتوظيف الأكثر تميزاً في الجيش وأجهزة الأمن في سوريا وحزب الله في لبنان. يتخصص في الأبحاث والخدمات الاستشارية في دراسات الأمن والعلوم السياسية في أنحاء العالم". ولأصحاب الخبرات الصحيحة، يعد الموقع بالتوظيف السريع والأجر المرتفع. 

في سياق متصل يقول خبراء الاستخبارات إن تلك المواقع البدائية غير المتقنة هي مواقع مزيفة، ولا علاقة لها بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. لكن مواقع التوظيف الوهمية تكبدت مع ذلك عناء الظهور والاختفاء على عدد من استضافات الإنترنت خلال فترة الأربع سنوات، للوصول إلى مستخدمي الشبكة في إيران وسوريا ولبنان من خلال Google Ads.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي/ رويترز

جهود استخباراتية 

فيما لم يتمكن موقع The Daily Beast من نسب مواقع التوظيف تلك إلى جهة بعينها أو معرفة غرضها الحقيقي. لكن على الأقل، تقول مجموعة من باحثي الأمن السيبراني المتخصصين في الشأن العراقي، إنها تشك أن مواقع الوظائف الاستخباراتية تلك جزء من جهود استخباراتية مضادة تجريها جهات إيرانية. 

حيث عثر موقع The Daily Beast على تلك المواقع أثناء بحثٍ في سلسلة من مواقع تصيد المعلومات التي احتالت على الهيئات الفكرية والمؤسسات الإخبارية التي تركز على الشرق الأوسط والأمن القومي.

إذ تشمل المواقع نطاقات قُصِد بها الإيقاع بالمستخدمين ليعتقدوا أنها مرتبطة بالهيئات الفكرية على غرار Quincy Institute for Responsible Statecraft ومركز ستيمسون ومعهد جيتستون ومركز بيغن والسادات في إسرائيل، والمنصات الإخبارية مثل Jerusalem Post وBusiness Insider وKhaleej Times في الإمارات. 

فيما لم يتمكن موقع The Daily Beast أو شركة الأمن السيبراني Mandiant أو Google أو Facebook -وهي منصات أنشأت تلك المواقع حسابات عليها- من معرفة المسؤول عن تلك النطاقات. ولم ترد منصة Telegram، التي استضافت حسابات تابعة لتلك المواقع أيضاً، على الأسئلة التي وجهها The Daily Beast.

تصيد احتيالي

من ناحية أخرى، عثر موقع The Daily Beast على نطاقات التصيد الاحتيالي ومواقع الوظائف بعد أن حذرت لاهاف هاركوف، مراسلة الشؤون الدبلوماسية لدى صحيفة Jerusalem Post، مستخدمي تويتر في ديسمبر/كانون الأول 2021، من نطاقات مزيفة تحاكي موقع الصحيفة الإسرائيلية، وترسل رسائل إلكترونية باسمها. كُتبت الرسائل، التي شاركتها المراسلة مع موقع The Daily Beast بلغة إنجليزية ثقيلة للوصول إلى الأكاديميين المتخصصين في الشأن الإيراني، وحاولت تحديد مقابلات مع المراسِلة الوهمية للحديث في موضوعات على غرار "رغبة دول الخليج في تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

الأسرى
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت – رويترز

فيما تمكن The Daily Beast، من خلال التدقيق في قائمة من المواقع استخدمت نفس النمط الفريد المُستخدم في مواقع الخدمات التجارية الموجودة على الموقع المزيف باسم Jerusalem Post، من العثور على عدد من السمات الاحتيالية المتماثلة.

لكن The Daily Beast شارك بحثه مع شركة الأمن السيبراني Mandiant، التي قالت في بيانٍ لها إنها غير قادرة على تحديد الفاعل المسؤول عن تلك المواقع، لكنها أشارت إلى أن "بعض تلك النشاطات يعكس (أساليب وتقنيات وإجراءات) نربطها أقرب شيء بتهديد UNC788″، وهي تسمية لنشاط الاختراق الذي يُقال إنه مرتبط بوزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية.

اختيار المستهلكين 

من جانبه يتبع موقع VIP Human Solutions النمط نفسه في البنية التحتية في اختيار المستهلكين الذي تتبعه نطاقات الاحتيال. ومنذ عام 2018، استخدم ما لا يقل عن 16 موقع توظيف مشابهاً، نفس الشعار ولغة الترويج لمحاولة توظيف جواسيس أجانب وأفراد من الجيش من إيران وسوريا وحزب الله، فيما يزعم أنه مؤسسة "استشارات" إسرائيلية.

في الوقت نفسه فليس واضحاً ما إن كانت كل تلك المواقع تابعة لكيانٍ واحد، لكن عدداً منها يستخدم حساب Google Analytics واحداً (يُستخدم لمراقبة معدل زيارة المواقع) وبعض منها يدرج رقم الهاتف الإسرائيلي وحساب تيليغرام نفسه من أجل المتقدمين. 

لكن ليس واضحاً ما غرض تلك المواقع، فيما يشك خبراء الاستخبارات في أن يكون للأجهزة الإسرائيلية علاقة بأي منهم، نظراً لطريقتهم غير المتقنة.

خامنئي
المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي – رويترز

من جانبه يقول سابتي، مدير مركز CERTFA، إن الأكثر غرابة في تلك المواقع هو أن إيران لا تحجبها: "العديد من المواقع الإسرائيلية محجوبة في إيران، ومن الغريب ألا يكون موقع يحاول تجنيد عملاء في إيران محجوباً".

في حين أُتيح للسلطات الإيرانية وقت طويل وفرصة وافرة لملاحظة تلك المواقع وحجبها إذا أرادوا ذلك. وقد أعرب مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي كثيراً عن حيرتهم كلما صادفوا إعلانات تلك المواقع من خلال Google Ads، ونشر موقع Mashregh News الإخباري الإيراني القريب من مؤسسات الاستخبارات والجيش في إيران، مقالاً عنها في ديسمبر/كانون الأول 2020، تكهن فيه بأنها محاولات من الموساد لتجنيد جواسيس إيرانيين في تطبيقات الألعاب والقمار المحظورة.

لكن أياً ما كان المسؤول عن تلك المحاولات المستترة فهو لا يتكلم. وقد حاول The Daily Beast التواصل مع تلك المواقع من خلال نماذج الرسائل وتطبيقات واتساب وتيليغرام لكنه لم يتلقَّ رداً.

تحميل المزيد