قال موقع Intelligence Online الفرنسي، المتخصص في الشؤون الأمنية، الجمعة 28 يناير/كانون الثاني 2022، إن الخطوات التي اتخذتها السعودية مؤخراً لإصلاح علاقاتها مع باكستان لا تقتصر أهدافها على إعادة تنشيط التحالف السعودي مع إسلام آياد، فالسعودية تخطط أيضاً للاستفادة من المعارف والخبرات النووية الباكستانية التي لطالما حرصت وكالة المخابرات الباكستانية (ISI) على إخفائها.
كان الصندوق السعودي للتنمية أعلن مؤخراً عن توقيعه اتفاقيتين اقتصاديتين مع البنك المركزي الباكستاني بقيمة 4.2 مليار دولار، شملت الاتفاقية الأولى وديعة بقيمة 3 مليارات دولار لدعم احتياطي العملة الأجنبية، وخُصِّصت الاتفاقية الثانية لدعم تجارة المشتقات النفطية بمبلغ يصل إلى 1.2 مليار دولار.
على ما يبدو فإن المحادثات السعودية-الإيرانية الجارية، والتي لم يعلن عن تفاصيلها، لم تحدّ من طموحات ولي العهد محمد بن سلمان النووية، فهو عازم على الحصول على المساعدة في المجال النووي ليس من باكستان فحسب، ولكن من الصين أيضاً.
التمويل العسكري مقابل الخبرات النووية
أرسلت السعودية بالفعل متخصصين من عندها إلى مدينة تشنغدو الصينية؛ للتعرف على جيل جديد من المفاعلات النووية، لكنها اتجهت أيضاً في الوقت الحالي للاستعانة بخبرات باكستان، ويجري التواصل معها على مستوى رئاسة أمن الدولة، بقيادة عبد العزيز بن محمد الهويريني، ورئاسة المخابرات العامة، بقيادة خالد بن علي الحميدان.
فقد زار الأخير نظيره في المخابرات الباكستانية، نديم أحمد أنجوم، في 8 ديسمبر/كانون الأول؛ للبحث في السبل اللازمة لدرء محاولات طهران لاختراق جارتها أفغانستان.
إضافة إلى ذلك، أرسلت الرياض باحثين من مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية للالتحاق بتدريبات في المؤسسات النووية الباكستانية، وعلى رأسها مختبرات الأبحاث الذرية في كاهوتا بإقليم البنجاب. وفي المقابل، تعهد محمد بن سلمان لقائد الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا، بأنه سيدعم القطاع الصناعي العسكري في باكستان، لاسيما منشآت شركة "تاكسيلا" الباكستانية الخاصة بصناعة الدبابات، ومجمع الطيران الباكستاني في مدينة كامره.
مكافحة التجسس النووي
علاوة على ذلك، طلب ولي العهد السعودي ووزير داخليته، عبد العزيز بن سعود بن نايف، من قادة المخابرات إنشاء جهاز جديد لمكافحة التجسس النووي، وتكون مهمته حماية الفيزيائيين السعوديين والمنشآت النووية، وكذلك العلماء الباكستانيين والصينيين الموجودين في المملكة.
سيكون الجهاز الجديد على غرار جهاز مكافحة التجسس الإيراني الذي أُغلق مؤخراً ضمن إصلاحات الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، لأجهزة المخابرات، بعد محاولات اغتيال عديدة لعلماء نوويين إيرانيين.