اتهم الناشط السياسي المصري من أصول فلسطينية، رامي شعث، السلطات المصرية بإرهاب المعارضين من خلال اعتقالهم بشكل غير قانوني، وقال خلال كلمة أمام البرلمان الأوروبي الأربعاء 26 يناير/كانون الثاني 2022، إن مصر اليوم تحولت إلى "جمهورية خوف وإرهاب"، وأشار إلى أن "مصر تغلي من الداخل".
منذ وصول رامي شعث في 8 يناير/كانون الثاني 2022، إلى العاصمة الفرنسية باريس، عقب الإفراج عنه مقابل تنازله عن جنسيته المصرية، وجه انتقادات كثيرة للسلطات المصرية بشأن تعاملها مع المعارضين والمعتقلين السياسيين، كما كشف عن ظروف احتجازه لمدة فاقت العامين بأحد سجون القاهرة "دون وجه حق".
تجديد حبس رامي شعث 30 مرة
رامي شعث قال في كلمته أمام البرلمان الأوروبي إن كثيراً من المنظمات الحقوقية في مصر اضطرت لحل نفسها خشية المطاردة والمنع من السفر ومصادرة ممتلكات أعضائها والزج بهم في السجون، وفق ما نقله موقع قناة "الجزيرة مباشر".
كما أكد شعث الذي قضى نحو 900 يوم في السجون المصرية واضطر للتنازل عن جنسيته المصرية شرطاً مسبقاً للإفراج عنه بوساطة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه خلال مدة اعتقاله تم عرضه 10 مرات أمام المدعي العام المصري، وقُدِّم 20 مرة أمام قاضي التحقيق في حين تم تجديد حبسه 30 مرة.
بينما كشف أنه طوال هذه المدة تم التحقيق معه لمدة 45 دقيقة فقط، وخلالها تم استنطاقه حول موقفه من ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وعن المرشح الرئاسي الذي صوّت له في الانتخابات بعد الثورة.
مواجهة المعارضين بتهم جاهزة
أضاف الناشط المصري من أصول فلسطينية أنه عندما سأل محققيه عن علاقة ذلك بالتهمة الموجهة إليه كان الرد هو "إنك متهم بالانتماء لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي".
فيما قال رامي إنه من السخرية عندما سأل محققيه عن هذه "الجماعة الإرهابية" المزعومة التي ينتمي لها، رفضوا ذكر اسم تلك الجماعة، وأضاف أنه نفى خلال التحقيق وجود حسابات شخصية له على مواقع التواصل الاجتماعي.
بينما ذكر شعث أن هذه المجموعة من التهم الجاهزة يتم توجيهها عادة للنشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان لإرهابهم وشراء مواقفهم.
كما كشف شعث أنه التقى داخل أقبية السجون العديد من المواطنين البسطاء الذين تم توقيفهم في الشارع من قبل ضباط الشرطة، وجريمتهم الوحيدة هي أن الضابط وجد على هاتفهم تعليقاً أو منشوراً أو حتى نكتة عن النظام الحاكم ليجري اعتقالهم وتقديمهم أمام المحاكم على أنهم "إرهابيون".
إذ قال إنه وقف على مشاهد الضرب والإهانة التي يتعرّض لها المعتقلون في السجون المصرية أثناء دخولهم للسجن بشكل غير إنساني وغير قانوني.
أضاف رامي شعث أن النظام القضائي المصري مسيّس إلى حد بعيد، وأن الضباط المتحكمين في السجون لديهم رغبة جامحة في عدم الالتزام بالقانون أو حتى إجراءاته الشكلية، وأنهم لا يترددون في القول للسجناء "لا يوجد قانون يحميكم منا أنتم ملك لنا ونستطيع أن نفعل بكم ما نريد" مؤكداً أن هذه هي السياسة المعتمدة داخل السجون المصرية بهدف "إرهاب المجتمع".
"مصر تغلي من الداخل"
طالب رامي شعث أعضاء البرلمان الأوروبي بضرورة الخروج من سياسة الشجب وتقديم المطالب إلى ضرورة تبني موقف فعلي ضد النظام الحاكم في مصر وانتهاكاته الجسيمة ضد حقوق المواطنين المصريين.
إذ قال موجهاً كلامه لأعضاء البرلمان: "طالما أنكم لم تقوموا بتحرّك فعلي ضد النظام ومحاسبته على مجموع انتهاكاته، فإن قيادته لن تكترث بمناشداتكم ومطالبكم السابقة، وأي تحرّك فعلي وصارم سيكون له تأثير مباشر على واقع ومستقبل حقوق الإنسان في مصر".
فيما أكد الناشط الحقوقي المصري الفلسطيني أنه منذ خروجه من السجن وهو يتعرّض "للإرهاب من قبل النظام الحاكم في مصر" بهدف إسكاته، مؤكداً أمام النواب الأوروبيين أنه لن يتراجع عن الدفاع عن فقراء مصر ومناضليهم.
بينما خلص رامي شعث موجهاً كلامه للنواب الأوروبيين: "إن مصر تغلي من الداخل، لأن الناس تواجه يومياً حالات ومواقف متكررة من الفقر والقمع، وإذا أردتم علاقات استراتيجية طويلة الأمد مع مصر فعليكم أن تلتزموا أولاً بالعمل والدفاع عن حرية الرأي والتعبير واحترام حقوق الإنسان".