وصف مسؤول أوكراني المساعدات العسكرية المقدمة من ألمانيا لبلاده في مواجهة التهديدات الروسية بأنها "مزحة"، بعد أن استجابت برلين لطلب كييف بإرسال 100 ألف خوذة واقية، ووافقت على إرسال 5 آلاف فقط.
إذ قال فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، إنه لا يُفهم غياب الدعم من ألمانيا في مواجهة التهديدات الروسية المتزايدة لغزو أوكرانيا، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 26 يناير/كانون الثاني 2022.
انتقاد غربي للموقف الألماني
كما قال عمدة كييف لصحيفة Bild الألمانية: "إنَّ سلوك الحكومة الألمانية يتركني عاجزاً عن الكلام. يبدو أنَّ وزارة الدفاع لم تدرك أننا نواجه قوات روسية مجهزة تجهيزاً كاملاً، يمكنها بدء غزو آخر لأوكرانيا في أي وقت. أي نوع من الدعم سترسله ألمانيا بعد ذلك، الوسائد؟!".
فقد رفض أولاف شولتز، المستشار الألماني، تصدير أسلحة إلى أوكرانيا واتُّهِم في الأيام الأخيرة بعرقلة تحرك حلفاء الناتو (حلف شمال الأطلسي) لتقديم أسلحة لأوكرانيا.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حثَّ السفير الأوكراني في برلين، الحكومة الألمانية على المساعدة على الأقل بإرسال 100 ألف خوذة وسترات واقية.
مع ذلك، أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبرخت، يوم الأربعاء 26 يناير/كانون الثاني، أنَّ برلين ستزود كييف بـ5000 خوذة عسكرية بدلاً من ذلك. وقالت إنَّ العرض أرسل "إشارة واضحة جداً على أننا في صفِّكم".
كما أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ألمانيا تقدم أيضاً مستشفى ميدانياً كاملاً، والتدريب اللازم بتكلفة 5.3 مليون يورو (5.9 مليون دولار أمريكي) لفائدة أوكرانيا.
ألمانيا تثير مخاوف الأوروبيين
لن يُخفف هذا التطور من المخاوف في الاتحاد الأوروبي بشأن نهج ألمانيا تجاه الأزمة على الحدود الأوكرانية، حيث نُشِر أكثر من 100 ألف جندي روسي. وتواجه برلين ضغوطاً للتخلي عن اعتراضها على إرسال مهمة تدريب عسكرية للاتحاد الأوروبي في أوكرانيا.
وفقاً لمصادر دبلوماسية، أثار جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قضية البعثة في اجتماع لوزراء الدول الأعضاء الـ27 يوم الإثنين، 24 يناير/كانون الثاني، وطلب من معارضي الخطة إعادة النظر في موقفهم.
إذ من المتوقع أن يبذل المسؤولون في جناح الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، خدمة العمل الخارجي، مزيداً من الجهود في الأسابيع المقبلة لإقناع برلين بإعطاء الضوء الأخضر للمهمة.
وفقاً لمصادر الاتحاد الأوروبي، فإنَّ إيطاليا وإسبانيا والنمسا واليونان من بين الذين عارضوا الاقتراح أيضاً.
برلين خائفة من استفزاز الكرملين
أشار البعض في بروكسل إلى أنَّ موقف الحكومة الألمانية بشأن مهمة تدريب الاتحاد الأوروبي هو دليل على خوف برلين من استفزاز الكرملين، وفق ما ذكرته صحيفة "الغارديان".
إضافة إلى ذلك، تزداد الانتقادات لتأخر الموافقة الألمانية على صادرات الأسلحة إلى أوكرانيا. بينما تسعى إستونيا إلى إرسال مدافع هاوتزر طراز "دي-30" السوفييتية الصنع إلى كييف.
فقد كانت الأسلحة محفوظة سابقاً في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة، في شرق ألمانيا؛ ما يعني أنَّ الموافقة مطلوبة من الحكومة الألمانية.
بدوره، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيكي، يوم الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني، إنَّ امتناع برلين عن التصريح عن مهمة الاتحاد "خيبة أمل كبيرة".