قالت صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022، إن هناك ارتفاعاً حاداً في معدلات الجرائم والعنف والاعتداءات الجنسية الجماعية في مجتمعات المهاجرين داخل المدن الإيطالية، وهو الأمر الذي أثار مخاوف من أنَّ البلاد تواجه مشكلة كبيرة تختمر في ضواحيها.
إذ قال الخبراء إنَّ المواجهات بين الشرطة الإيطالية وأحفاد المهاجرين من شمال إفريقيا في الضواحي الداخلية لمدينتي ميلانو وتورينو تشير إلى أنَّ إيطاليا قد تواجه نفس الموجة من التوتر العرقي التي اجتاحت فرنسا خلال السنوات الأخيرة.
عزلة عن المجتمع
من جهته، أكد لامبرتو بيرتولي، رئيس قسم الصحة والرعاية الاجتماعية في جامعة ميلانو: "نحن بحاجة إلى الاهتمام بهذا. عندما يشعر الأشخاص المولودون في هذا البلد بأنهم معزولون عن المجتمع، هناك فرصة لظهور غضب حقيقي، كما أنَّ عزلة (كوفيد-19) زادت الأمر سوءاً".
فيما تدخّلت الشرطة لوقف معركة في ساحة انتظار للسيارات في مدينة تورينو هذا الشهر الجاري بين نحو 200 شاب من أحياء متنافسة، معظمهم من مجموعات مهاجرين سابقة ومهاجرين جُدد من شمال إفريقيا.
كان شبان من شمال إفريقيا، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم 15 عاماً، قد تجمعوا- في ساحة مزدحمة في ميلانو عشية رأس السنة الجديدة- حول 11 امرأة يحتفلن، ونزعوا ملابسهن وتحرشوا بهن.
مواجهات مع المهاجرين
بعد أسبوع من هذه الواقعة، أُطلِقَت أعيرة نارية في منطقة سان سيرو، موطن جالية شمال إفريقيا في المدينة، على ما يبدو في معركة بين مهاجرين وخصوم إيطاليين للسيطرة على موقع شهير لتجارة المخدرات، أُصِيب خلالها رجلٌ من أصل شمال إفريقي.
بدورها، ذكرت لويزا، البالغة من العمر 60 عاماً، وهي مسؤولة عن العمل في واحدة من عشرات المجمعات السكنية التابعة للبلدية التي تعود إلى حقبة الثلاثينيات في سان سيرو: "هذه ليست واقعة إطلاق النيران الأولى، لكن هذه المرة كانت هنا خارج الباب الأمامي. أشعر بالغضب".
كما أضافت كيارا، وهي مسؤولة أخرى في المجمعات السكنية: "هذا هو السبب في أنَّ الإيطاليين لا يعيشون هنا بعد الآن".
عصابات إجرامية
في حين يستأجر العديد من الوافدين الجدد إلى المنطقة شققاً من العصابات الإجرامية التي تحتلّ الممتلكات الفارغة، بينما يُستدرَج الشباب إلى تجارة المخدرات وجرائم الشوارع.
من جانبه، قال الأب جينو ريغولدي، 82 عاماً، وهو قس يعمل مع مراهقين مسجونين في ميلانو منذ 50 عاماً: "الجناة هم مزيج من الجيل الثاني للمهاجرين، والشباب المغربي والمصري الذين يصلون بمفردهم إلى هنا، وينتهي بهم الأمر في مراكز المهاجرين ويخرجون إلى العالم في سن 18 عاماً، وغالباً ما يكونون أميين".
فيما وصل حمادة (40 عاماً)، وهو مصري، إلى إيطاليا على متن قارب منذ 16 عاماً، ويعيش في سان سيرو ويعمل في مجال البناء. وعرض حلاً بقوله: "لا يمكن للأطفال الذين ينزلون من القوارب العمل لأنهم لا يملكون أوراقاً؛ لذلك يوظفهم تجار المخدرات. أعطوهم وثائق وسيتوقف هذا".
رغم أن المخدرات ليست شيئاً جديداً في مدينة سان سيرو، لكن المهاجمين الشباب يسيطرون على الشوارع من المجرمين الإيطاليين. والرجل المتهم بإطلاق النار في 8 يناير/كانون الثاني هو كارلو تيستا، وهو مواطن محلي قيل إنَّ له صلات بمافيا "ندرانغيتا" من كالابريا.
في حين تعتقد الشرطة أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لوقف ضواحي ميلانو وتورينو باتباع خطوات فرنسا، لكن قال أحد الضباط: "لا توجد مناطق محظور فيها دخولنا، على عكس فرنسا".