رغم خطورة وضعه الصحي بعد تأكد إصابته بمرض السرطان، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نقل الأسير ناصر أبو حميد من مستشفى "برزلاي" إلى مستشفى سجن الرملة، وفق ما ذكرته هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني 2022.
الأسير ناصر أبو حميد (49 عاماً)، من مخيم الأمعري بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، ومعتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات، و50 عاماً إضافية (مدى الحياة)، بتهمة مقاومة الاحتلال والمشاركة في تأسيس "كتائب شهداء الأقصى"، المحسوبة على حركة "فتح".
حالة الأسير صعبة وخطيرة
الهيئة الفلسطينية أوضحت في بيان لها أن الأسير ناصر أبو حميد، ما زال حتى هذه اللحظة في مستشفى برزلاي، بحالة صعبة وخطيرة جداً. وحمّلت الهيئة حكومة الاحتلال وإدارة سجونها المسؤولية الكاملة عن حياة أبو حميد.
كما طالبت الهيئة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التوجه فوراً إلى مستشفى برزلاي واستدعاء إدارة السجون واستخباراتها لوقف عملية نقل ناصر أبو حميد؛ لأنها إذا تمت ستكون بمثابة قرار إعدام له.
وفقاً لشهادة رفاقه بالأسر، فقد عانى أبو حميد بداية شهر يناير 2021 من آلام حادة في الصدر وصعوبة في التنفس، وكان تشخيص طبيب السجن لا يستند إلى أي فحوصات مخبرية، وأكد في حينه أن ما يعانيه هو التهاب عادي لا يحتاج إلى أكثر من مضاد حيوي.
لكن مع تدهور حالة الأسير ناصر أبو حميد الصحية واستمرار مطالبات الأسرى، تم نقله إلى مستشفى برزلاي، وهناك أجريت له فحوصات وصور أشعة أكثر دقة أظهرت أنه مصاب بورم تقرر استئصاله وأخذ خزعة منه، وظهر على ضوء ذلك أن الخزعة غير سرطانية.
بعد فترة زمنية تقارب الشهر، تبين أن الورم سرطاني وعادت الخلايا للانتشار، وتقررت له جلسات علاج كيميائية استغرق البدء بها ما يقارب الـ20 يوماً حتى الشهر بعد إجراء العملية الجراحية.
معاناة والدة الأسير ناصر أبو حميد
قبل أيام قالت الأم الفلسطينية لطيفة أبو حميد إن نجلها الأسير ناصر، الذي دخل في غيبوبة منذ أيام على إثر إصابته بمرض السرطان داخل السجون الإسرائيلية. وأضافت أم ناصر أن أقصى أمانيها أن تزور نجلها وتقر عينها برؤيته، وهي ممنوعة من ذلك.
من وسط منزلها في مخيم الأمعري، تقول أم ناصر لوكالة الأناضول، إنها لن تتوسل للسلطات الإسرائيلية للإفراج عن ابنها، فهو "أقوى منهم ولن يُكسر".
إلا أنها تستدرك: "لكني أُمّ تريد رؤية نجلها.. أريد أن أطمئن عليه". وتضيف: "أُبلغنا بأن ناصر دخل في غيبوبة، وهو في حالة صحية حرجة، وقد منعت إسرائيل أحداً من زيارته، حتى محاميه".
تبدو السيدة أم ناصر أبو حميد قوية مُتحاملة على مصابها، رغم كونها أُمّاً لشهيد وأربعة أسرى، وقضت معظم حياتها في التنقل لزيارتهم بين السجون الإسرائيلية. وتتهم السيدة المكلومة إسرائيل بالعمل على تصفية نجلها ناصر وبقية الأسرى المرضى، عبر تعمد الإهمال الطبي والتلكؤ في علاجهم.
كما لفتت إلى أن نجلها تعرض لارتفاع شديد في درجة حرارته، عقب تلقيه إحدى جرعات العلاج الكيماوي الخاصة بمرض السرطان. وتابعت: "أخبر ناصر أطباءه بشعوره بارتفاع حرارته عقب الجرعة، إلا أنهم لم يحركوا ساكناً حتى تدهورت صحته ودخل في غيبوبة".
مطالبة بتدخل دولي للإفراج عنه
تطالب السيدة أم ناصر أبو حميد بتدخل دولي وحقوقي لإنقاذ حياة نجلها. وقالت إن "المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية مطالبون اليوم بالوقوف عند مسؤولياتهم لإنقاذ حياة أسير مريض بالسرطان".
بينما دعت الفلسطينيين إلى تنظيم "هبة شعبية" نصرةً لجميع الأسرى المرضى، ومن بينهم ابنها. وأعربت عن أملها بتمكّن فصائل المقاومة في قطاع غزة، من إبرام صفقة (تبادل للأسرى) تضم الأسرى المرضى والنساء كافة.
لفتت السيدة إلى أن الأسير ناصر أبو حميد المريض يعاني أضعاف معاناة بقية الأسرى، في السجون الإسرائيلية. وأوضحت أن السلطة الفلسطينية تبذل جهوداً للإفراج عن نجلها، أو تقديم العلاج له، لكن تلك الجهود لم تُسفر عن تقدم بعد.