أعربت تايلاند، الثلاثاء، 25 يناير/كانون الثاني 2022 عن خالص أسفها إزاء الأحداث المأساوية التي وقعت للمبعوثين السعوديين على أراضيها في الفترة ما بين 1989 إلى 1990، والتي عُرِفت باسم "أزمة الماسة الزرقاء"، خلال تأكيد البلدين فتح صفحة جديدة وإعادة العلاقات المقطوعة منذ أكثر من 30 عاماً.
ففي بيان مشترك بين البلدين، أكد رئيس وزراء مملكة تايلاند، وزير الدفاع، الجنرال، برايوت تشان أوتشا، الذي بدأ زيارة رسمية للسعودية الثلاثاء، أن بلاده تولي أهمية قصوى لروابط الصداقة مع المملكة العربية السعودية، وحريصة على إنهاء جميع القضايا العالقة بين الجانبين.
تدهور العلاقات بين السعودية وتايلاند بسبب الماسة الزرقاء
في حين بدأت العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وتايلاند في العام 1957، ثم انقطعت عام 1989، بعد اتهام عامل يحمل الجنسية التايلاندية، بسرقة مجموعة من الأحجار الكريمة والمجوهرات الثمينة، من داخل قصر الأمير فيصل بن فهد، وهو أول أبناء الملك فهد بن عبد العزيز الذي كان يجلس على العرش آنذاك، وهي ما عرفت في الإعلام في ذلك الوقت بـ"الماسة الزرقاء".
تلا حادث السرقة تعرض ثلاثة دبلوماسيين سعوديين في تايلاند لعملية اغتيالات خلال عام 1990، فيما قُتل أيضاً رجل أعمال سعودي كان شاهداً على حوادث قتل الدبلوماسيين المكلَّفين بمتابعة قضية سرقة المجوهرات.
أما في عام 2014، فأسقطت محكمة جنائية في تايلاند قضية مرفوعة على خمسة رجال، من بينهم ضابط شرطة كبير كانوا متهمين بقتل رجل الأعمال السعودي محمد الرويلي في قضية المجوهرات التي سافر الرويلي للبحث عنها.
لقاء مع ولي العهد السعودي
فيما أكد رئيس وزراء تايلاند، الذي التقى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الثلاثاء، أن حكومته بذلت جهوداً كبيرة في حل القضايا السابقة، وأنها على استعداد لرفع القضايا إلى الجهات المختصة في حال ظهور أدلة جديدة وجيهة ذات صلة بالقضايا المؤسفة، مؤكداً الالتزام بحماية أعضاء بعثة المملكة العربية السعودية لدى مملكة تايلاند، بما يتوافق مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961م. وأعرب الجانبان عن التزامهما ببذل جميع الجهود لضمان سلامة مواطني البلدين.
كانت السعودية منعت مواطنيها من السفر إلى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا نتيجة الأزمة الدبلوماسية الحادة.
في المقابل استعرض الطرفان مجمل القضايا الإقليمية والدولية، وبحثا سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات، واتفقا على تكثيف الاتصالات والتعاون بين المسؤولين الحكوميين والقطاع الخاص في البلدين بهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
خطوة تاريخية
البيان كذلك أشار إلى أن "الخطوة التاريخية بالاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بالكامل، تأتي نتيجة لجهود طويلة الأمد على مختلف المستويات من قبل الجانبين من أجل إعادة الثقة المتبادلة وعلاقات الصداقة".
كما اتفق الجانبان على تعيين السفراء في عاصمتي البلدين في المستقبل القريب، وإنشاء آلية استشارية لتقوية التعاون الثنائي، "حيث سيتم تكثيف التواصل في الأشهر القادمة لمناقشة التعاون الثنائي في المجالات الاستراتيجية الرئيسية".
فيما جرى بحث سبل تقوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين من خلال استكشاف مجالات الاستثمار والفرص المتاحة في البلدين.