وصف رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، الإثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022، قرار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الخاص بعدم الترشح في الانتخابات المقبلة، وتعليق دوره في الحياة السياسية، بأنه "صفحة حزينة للوطن"، مُعرباً عن تفهمه للملابسات التي دفعت الأخير إلى الإقدام على تلك الخطوة.
حيث قال "ميقاتي"، على حسابه بموقع "تويتر": "كلام الرئيس سعد الحريري اليوم (الإثنين) صفحة حزينة للوطن ولي شخصياً، ولكنني أتفهم الظروف المؤلمة التي يعيشها والمرارة التي يشعر بها".
فيما أضاف: "سيبقى الوطن يجمعنا، والاعتدال مسارنا، ولو تغيرت الظروف والأحوال، مستلهمين قوله تعالى: (لا تحسبوه شراً لكم، بل هو خير لكم)".
"تعليق العمل السياسي"
في وقت سابق من يوم الإثنين، أعلن الحريري، وهو رئيس "تيار المستقبل" اللبناني، "تعليق" عمله في الحياة السياسية، وعدم الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، وعدم التقدم بأي ترشيحات من التيار للانتخابات.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده في بيت الوسط، ببيروت، ونقلته مباشرة وسائل إعلامية، ويعد القرار هو الأول من نوعه منذ دخول الحريري الحياة السياسية عام 2005.
الحريري برر موقفه بالقول: "إنني مقتنع بأنه لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة".
فيما أضاف: "وأُعلن تعليق العمل بالحياة السياسية ودعوة عائلتي في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها، وعدم الترشح للانتخابات النيابية (المقررة في 15 مايو/أيار 2022)، وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار"، مؤكداً أن قرارهم هو "تعليق أي دور أو مسؤولية مباشرة في السلطة والسياسة بمعناها التقليدي".
إلا أن الحريري، الذي شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات، شدّد على "أننا سنبقى من موقعنا كمواطنين متمسكين بمشروع الشهيد رفيق الحريري (والده ورئيس الوزراء الأسبق) لمنع الحرب الأهلية والعمل من أجل حياة أفضل لجميع اللبنانيين".
"زلزال سياسي"
هذه الخطوة شكلت زلزالاً سياسياً في البلاد عقب الانهيار المالي الذي تشهده البلاد منذ عام 2019.
يشار إلى أن سعد هو نجل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 فبراير/شباط 2005، واُتهم النظام السوري وحزب الله الشيعي باغتياله.
وطوال فترة ما قبل عام 2005 لم يكن الحريري معروفاً في الأوساط اللبنانية، لكن بعد اغتيال والده ترأس "تيار المستقبل".
كما انتخب الحريري نائباً عن بيروت لأول مرة في ربيع 2005، وبعدها أعيد انتخابه نائباً في 2009 و2018.
يذكر أنه قبيل تشكيل حكومة نجيب ميقاتي الحالية في سبتمبر/أيلول الماضي، كان الحريري مكلفاً بتشكيل الحكومة، لكنه قدم اعتذاره بعد أشهر على تكليفه إثر خلافات سياسية مع الرئيس عون حول التشكيلة الحكومية.
منذ عامين، يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.