قالت شركات الطيران في أوروبا إن لوائح الاتحاد الأوروبي الصارمة تجبرهم على السفر بطائراتٍ شبه خالية، وهي رحلاتٌ غير ضرورية وضارة بالبيئة لكن الشركات بحاجةٍ إلى التحليق بالطائرات للحفاظ على فترات إقلاعها وهبوطها على المدى الطويل في المطارات الأوروبية، نظراً إلى أن متحوِّر أوميكرون يربِك خطط السفر حول العالم.
وفق ما جاء في تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية، الأحد 23 يناير/كانون الثاني 2022، فإنه يجب أن تستخدم شركات الطيران نسبةً معينةً من الخانات الزمنية المُخصَّصة لها في المطارات للاحتفاظ بها، لكن انخفاض الطلب أثناء الجائحة دفع شركات الطيران إلى التحليق بطائراتٍ شبه خالية، تُعرَف عادةً باسم "رحلات الأشباح"، لتلبية المُتطلَّبات.
طائرات شبه فارغة
في هذا السياق، أعلنت شركة لوفتهانزا، وهي شركة طيران ألمانية كبيرة، أنها ألغت 33 ألف رحلة، أو 10% من رحلاتها الشتوية، بسبب انخفاض الطلب، لكنها لا تزال تتوقَّع الحاجة إلى 18 ألف رحلة لتأمين خاناتها الزمنية.
تنازَلَ الاتحاد الأوروبي عن هذه المُتطلَّبات في بداية الجائحة، لكنه أعاد العمل بها جزئياً العام الماضي.
قبل الجائحة كانت شركات الطيران بحاجة إلى استخدام 80% من خانات الإقلاع والهبوط للاحتفاظ بها، وفي العام الماضي، قال الاتحاد الأوروبي إن شركات الطيران بحاجة إلى استخدام ما لا يقل عن 50% من هذه الخانات، وسمحت للشركات بالتقدُّم للحصول على استثناءات إذا احتاجت إلى أن تكون دون هذا الحد.
لكن شركات الطيران والجماعات البيئية تقول إن ذلك غير كافٍ وإن قواعد الاستثناءات غير واضحة، وهم يريدون من الاتحاد الأوروبي إلغاء المُتطلَّبات جميعاً- على الأقل أثناء الجائحة. ومن المُقرَّر أن يرتفع هذا الشرط من 50% إلى 64% في الربيع.
مسلسل شد الحبل ما زال مستمراً
لدى إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية متطلبات الحد الأدنى للخانات في ثلاثة مطارات- مطاريّ كينيدي ولاجارديا في نيويورك ومطار ريغان الوطني بواشنطن- وقد تنازلت عن المُتطلَّبات حتى مارس/آذار 2022 للرحلات الدولية.
قالت مايك أندريس، المُتحدِّثة باسم خطوط بروكسل الجوية، المملوكة لشركة لوفتهانزا، لصحيفة Brussels Times: "نفضِّل إلغاءها، ويجب تجنبها أيضاً من أجل البيئة"، مضيفةً أنها تتوقَّع أن تلغي شركة الطيران ثلاثة آلاف رحلة جوية من الآن حتى مارس/آذار.
في الجهة المقابلة، دافَعَ مسؤولو الاتحاد الأوروبي عن سياساتهم وقالوا إنهم بحاجة إلى تحقيق توازن بين حماية المستهلكين وتعزيز صناعة الطيران، وإذا تمكَّنَت شركات الطيران من إلغاء الرحلات مع الإفلات من العقاب، على سبيل المثال، فسوف تتمكَّن من إعادة حجز الركَّاب بشكلٍ متكرِّرٍ على الرحلات الجوية في أيام مختلفة لتحقيق أقصى قدر من الأرباح.
قال مسؤولٌ كبير بالمفوضية الأوروبية، تحدَّثَ شريطة عدم الكشف عن هويته للتحدُّث علناً عن هذه القضية، للصحفيين الأسبوع الماضي، إنه ليس لديه دليلٌ على أن شركات الطيران، بما في ذلك لوفتهانزا، بحاجة إلى الطيران "رحلات طيران خفية" أثناء تفشي متحوِّر أوميكرون، وقدَّمَ إحصاءاتٍ تُظهِر أن السفر الجوي في الأيام الأولى من شهر يناير/كانون الثاني يمثِّل حوالي 77% مِمَّا كان في أوقات ما قبل الجائحة، ومن المُتوقَّع أن يرتفع.
يُذكَر أن الاتحاد الأوروبي قدَّم، أثناء الجائحة، عشرات المليارات من أموال الإنقاذ لصناعة الطيران.