قال الزعيم السني اللبناني سعد الحريري الإثنين 24 يناير/كانون الأول 2022، إنه لن يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، وإنه قرر تعليق مشاركته في الحياة السياسية داعياً حزبه السياسي، تيار المستقبل، لفعل الشيء نفسه.
وقال الحريري في كلمة بثها التلفزيون: "نحن باقون بخدمة أهلنا وشعبنا ووطننا، لكن قرارنا هو تعليق أي دور أو مسؤولية مباشرة في السلطة والنيابة والسياسة".
وأضاف الحريري: "منع الحرب الأهلية فرض علي تسويات جاءت على حسابي".
وطلب الحريري، الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، من حزبه تيار المستقبل عدم الدفع بأي مرشحين في الانتخابات.
وشغل سعد الحريري منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات منذ أن ورث العباءة السياسية لوالده رفيق الحريري بعد اغتياله عام 2005. لكن رغم أنه لا يزال يُعد السياسي السني صاحب أكبر قاعدة شعبية في طائفته، فقد تضاءلت حظوظه السياسية في السنوات الأخيرة مع إضعاف موقعه بسبب فقدان الدعم السعودي.
زلزال سياسي
بحسب مراقبين فإن إعلان الحريري قد يصبح زلزالاً سياسياً في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار مالي، وصفه البنك الدولي بأنه واحدة من أشد الأزمات التي سجلها العالم على الإطلاق.
لم يصرح الحريري علانية بعد بأي أسباب للمقاطعة المحتملة، على الرغم من أن مصادر سياسية تقول إنه أعرب عن سخطه مما وصفه بأنه إعاقة لجهوده السابقة للحكم.
إذ قال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش لرويترز إنه "أصبح من المعروف الآن أنه لن يرشح نفسه" في الانتخابات البرلمانية. وقال: "ومع ذلك، لا يزال الباقي قيد المناقشة حتى الآن".
فازت جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وحلفائها بالأغلبية في انتخابات 2018 ويأمل خصومها في تغيير هذا الوضع في التصويت المقرر إجراؤه في مايو/أيار. وتقول الدول الغربية إن الانتخابات يجب أن تتم في موعدها.
بينما يقول بعض المحللين إن مقاطعة أكبر حركة سنية في لبنان، والتي من شأنها أن تفضي إلى حالة من الفوضى في المشهد السياسي السني، قد تؤدي إلى دعوات للتأجيل.
نبيل بومنصف، نائب رئيس تحرير جريدة النهار، قال: "أتوقع سماع أصوات تطالب بتأجيل الانتخابات، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها ستؤجل".
بينما قال مهند حاج علي، من مركز كارنيغي للشرق الأوسط، إن مقاطعة الحريري "تسحب البساط من العملية برمتها، وستزيد من التكهنات بأن ذلك قد لا يحدث".
مواجهات أزعجت سعد الحريري
انتهت الفترة الأخيرة التي قضاها الحريري كرئيس للوزراء في عام 2019 عندما استقال رداً على احتجاجات حاشدة تستهدف النخبة الحاكمة. وتبادل اللوم مع زعماء آخرين بشأن عوائق الإصلاحات التي كان من الممكن أن يتجنب لبنان بها الأزمة الاقتصادية.
بينما تميزت السنوات الأولى من حياة سعد الحريري بالمواجهة مع حزب الله وحلفائه. لكن في السنوات اللاحقة اتهمه منتقدوه بالمساومة مع الجماعة.
فيما تراجعت علاقاته مع المملكة العربية السعودية، الخصم الإقليمي الرئيسي لإيران، في عام 2017 عندما تم احتجازه أثناء زيارته للمملكة وأجبر على إعلان استقالته من منصب رئيس الوزراء، وهي حادثة تم تداولها على نطاق واسع على الرغم من نفيها من قبل الرياض والحريري. وأطلق سراحه بعد وساطة فرنسية.