خرج المنتخب الجزائري من كأس أمم إفريقيا في الكاميرون بيد فارغة والأخرى لا شيء فيها، وودّع البطولة من دورها الأول بعدما كان من أبرز المرشحين للتتويج باللقب.
وبالإضافة إلى الأسباب الفنية، دفع "محاربو الصحراء" ثمن العلاقة المتوترة بين مدربهم جمال بلماضي وشرف الدين عمارة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم.
مصادر "عربي بوست" كشفت أن العلاقة بين الرجلين ليست على ما يرام، وأن التواصل بينهما منعدم تماماً، وما حدث في كأس أمم إفريقيا، عندما طلب أمين لعبدي، مدير المنتخب الجزائري، من عمارة عدم الركوب في نفس سيارة بلماضي بإيعاز من هذا الأخير أكبر دليل على توتر الأمور بينهما.
نفس المصادر، أكدت أن عمارة لجأ لاستقلال سيارة رسمية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم بسبب علاقته السيئة مع بلماضي، وهذا ما يدل على انقطاع التواصل بين الجانبين.
تصاعد التوتر
تصاعد التوتر بين جمال بلماضي مدرب المنتخب الجزائري، وشرف الدين عمارة رئيس اتحاد الكرة بسبب إلغاء تدريبات الفريق في مركز سيدي موسى بولاية البليدة غربي العاصمة الجزائر قبل كأس أمم إفريقيا بسبب معاناة الاتحاد الجزائري من مشاكل مالية.
حسب مصادر "عربي بوست" فإن إدارة الرئيس عمارة أصبحت تجد صعوبة حتى في تسديد رواتب الموظفين بسطاء، وتعاني من ديون مع عديد الجهات، ومن بينها موزع اللحوم كأبسط مثال، وهي كلها ظروف حرمت منتخب بحجم الجزائر من إقامة التدريب الخاص بكأس إفريقيا في المركز الخاص به، ليسافر بعدها إلى دولة قطر للتحضير للموعد الكروي الإفريقي.
نقلاً عن نفس المصادر، فإن الاتحاد الجزائري لكرة القدم يملك حساباً بنكياً فيه حوالي 490 مليار سنتيم موروثة من عهدة الرئيس الأسبق محمد روراوة، ولكنها غير مستغلة بسبب تواجدها كوديعة في أحد البنوك، بينما يستخدم حساباً آخر لتسيير شؤون الكرة الجزائرية والمنتخب، ولكنه لا يحوي سيولة مالية كبيرة بسبب غياب مصادر الدخل والتمويل منذ مجيء عمارة.
مشاكل خفية في "الكان"
عاش المنتخب الجزائري مشاكل خفية أخرى في مشاركته ضمن كأس أمم إفريقيا، إذ أوضحت مصادر "عربي بوست" أن أمين لعبدي مدرب المنتخب الجزائري هدد بالاستقالة من منصبه قبل خوض "محاربو الصحراء" مباراتهم المصيرية أمام ساحل العاج.
ووفقاً لنفس المصادر فإن لعبدي لم يكن راضياً بسبب غياب الدعم اللوجستي عن المنتخب من طرف الاتحاد الجزائري ورئيسه، كما بدا الخلاف واضحاً بين لعبدي وعمارة قبل مباراة ساحل العاج، عندما أبدى الأول في تصريح تلفزيوني رفضه تعيين الحكم البوتسواني جوشوا بوندو لإدارة اللقاء، بينما أدلى عمارة بتصريح آخر قال فيه إنه لا يمكنه المطالبة بتغيير حكم لم يعين تماماً، وهو ما يوضح غياب التنسيق بين اتحاد الكرة من جهة والمنتخب من جهة أخرى.
يعتبر مدرب المنتخب الجزائري لعبدي من أشد المقربين من المدرب بلماضي، وغياب التفاهم بينه وبين عمارة يوضح مدى الشرخ الموجود داخل بيت "الخضر".
19 لاعباً سافروا مباشرة إلى فرنسا بعد الإقصاء
عاش المنتخب الجزائري فوضى كبيرة بعد إقصائه من كأس أمم إفريقيا بهزيمة كبيرة بثلاثة أهداف لهدف واحد أمام ساحل الحاج، إذ سافر 19 لاعباً مباشرة إلى فرنسا عقب توديع البطولة بساعات، ولكن المثير في الموضوع، هو توجه نجوم الجزائر مثل رياض محرز وياسين براهيمي وغيرهم دون مرافقين، في صورة توضح وتؤكد مدى التسيب والفوضى الموجودة داخل المنتخب الجزائري بسبب غياب هيكل إداري قوي يليق بتسيير شؤون أبطال إفريقيا والعرب.
فور عودة "محاربي الصحراء" إلى الجزائر لم يعقد المدرب جمال بلماضي ندوة صحفية لشرح أسباب الإخفاق في كأس أمم إفريقيا في الكاميرون، وسافر مباشرة إلى فرنسا رفقة مساعديه، حسب مصادر "عربي بوست".
عمارة ينوي عقد اجتماع مع بلماضي لرأب الصدع
لرأب الصدع وحل الخلاف الموجود بينهما، مصادر "عربي بوست" قالت إن شرف الدين عمارة رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم ينوي عقد اجتماع مع جمال بلماضي مدرب المنتخب، فور عودة الأخير من فرنسا لتحضير مباراتي "الخضر" أمام الكاميرون في الدور الحاسم المؤهل إلى كأس العالم قطر 2022.
مصادر "عربي بوست" ذكرت أيضاً أن عمارة سيحاول الجلوس مع بلماضي حول طاولة واحدة لتحليل الأسباب الإدارية والتنظيمية لإخفاق المنتخب الجزائري في كأس أمم إفريقيا بالكاميرون وإقصائه من الدور الأول، وإعداد خارطة طريق تسمح لـ"الخضر" بالتواجد في أفضل الظروف، مع توفير أكبر قدر من التنظيم لتحقيق هدف بلوغ المونديال.
تجدر الإشارة إلى أن قرعة الدور الحاسم المؤهلة إلى كأس العالم أوقعت المنتخب الجزائري في مواجهة نظيره الكاميروني، على أن تقام مباراة الذهاب في الكاميرون والإياب في الجزائر أواخر شهر مارس القادم.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”