وصل وفد من طالبان إلى النرويج، السبت 22 يناير/كانون الثاني 2022، لإجراء محادثات تستمر ثلاثة أيام مع دبلوماسيين غربيين وممثلين للمجتمع المدني الأفغاني، أملاً في "تغيير أجواء الحرب" السائدة في البلاد، بحسب الناطق باسم الحركة.
بحسب صور لصحيفة "فيردنز غانغ" هبطت طائرة استأجرتها الحكومة النرويجية مساء السبت في مطار أوسلو الدولي، وفيها 15 شخصاً يمثلون الحكومة الإسلامية.
وفد من طالبان يغادر إلى النرويج
يذكر أنه في وقت سابق السبت، غادر وفد طالبان المؤلف من 15 عضواً، كلهم ذكور، برئاسة وزير الخارجية أمير خان متّقي كابول جواً، وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس يوم الأحد، 23 يناير/كانون الثاني 2022.
كذلك فمن المتوقع أن تركز المحادثات على مواضيع تتعلق بحقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية ورفع القيود عن أموال البنك المركزي الأفغاني.
يذكر أن الوضع الإنساني في أفغانستان قد اتخذ منعطفاً مأساوياً مع عودة طالبان إلى الحكم، خصوصاً مع تجميد الولايات المتحدة 9,5 مليار دولار من أصول المصرف المركزي الأفغاني، أي ما يعادل نصف إجمالي الناتج المحلي لأفغانستان في العام 2020.
كما لم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ علّق كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي نشاطهما في بلد كان اقتصاده قائماً على الدعم الدولي، إذ كان يعادل 80% من الميزانية الوطنية.
بحث مطالب العالم الغربي
في السياق ذاته، قال الناطق باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، لوكالة فرانس برس "اتخذت الإمارة الإسلامية خطوات لتلاقي مطالب العالم الغربي، ونأمل في أن نقوي العلاقة مع كل الدول، وبينها الدول الأوروبية والغرب بشكل عام، عبر الدبلوماسية".
كما أعرب عن أمله في أن تساعد تلك المحادثات على "تبديل أجواء الحرب السابقة إلى أوضاع سلمية، وأن تشيع أجواء من الأخذ والرد، بحيث تكون هناك مشاركة سياسية مليئة بالاحترام".
في حين سيُجري ممثلو طالبان برئاسة وزير الخارجية أمير خان متقي، بدءاً من الأحد ولمدة ثلاثة أيام، لقاءات مع السلطات النرويجية ومسؤولين من دول عدة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي.
من ناحية أخرى تُعد حقوق المرأة من أبرز القضايا العالقة، فمنذ عودتها إلى الحكم فرضت حركة طالبان تدريجياً قيوداً على النساء، أعادت إلى الأذهان الفترة الأولى من حكمها.
المجتمع المدني الأفغاني
كذلك فمن المفترض أن يلتقي وفد طالبان في اليوم الثالث من المحادثات أفراداً من المجتمع المدني الأفغاني، بينهم نساء وصحفيون، في وقت تعزز فيه الحركة قبضتها أكثر على حرية التعبير في البلاد.
من جانبها شددت وزيرة الخارجية النرويجية أنكين هويتفيلدت على أن بلادها ستكون "واضحة" بشأن ما تنتظره، ولا سيما حول حق فتيات في التعليم وحقوق الإنسان.
كما أوضحت أن الاجتماعات المقررة "لا تشكل إضفاء للشرعية أو اعترافاً بحركة طالبان"، متداركة "لكن علينا التحدث إلى السلطات التي تدير البلاد بحكم الأمر الواقع. لا يمكننا أن ندع الوضع السياسي يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر".
الاتحاد الأوروبي، من جانبه سبق أن أعلن يوم الخميس إعادة "وجود بالحد الأدنى" لطاقمه في كابول، من أجل تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان، وقد أبقت دول عدة بينها باكستان وروسيا والصين وتركيا والإمارات وإيران سفاراتها مفتوحة في كابول، لكن بدون الاعتراف بحكومة طالبان.
من جانبه فقد دان ناطق باسم جبهة المقاومة الوطنية، التي تعتبر نفسها أبرز حركة معارضة لطالبان، المحادثات في أوسلو. وقال علي نزاري، ومقره باريس، في تغريدة "يجدر بنا جميعاً أن نرفع أصواتنا ونمنع أي دولة من التطبيع مع جماعة إرهابية واعتبارها ممثلة لأفغانستان".
يذكر أن حركة طالبان قد عادت إلى الحكم، في أغسطس/آب 2021، مع إتمام انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من البلاد. ولم تعترف أي دولة حتى الآن بحكومة طالبان، المعروفة بانتهاك حقوق الإنسان، خصوصاً المرأة، خلال الفترة الأولى من حكمها بين العامين 1996 و2001 قبل أن يطيحها الغزو الأمريكي.