“حقنوها بلقاح أصابها بالعقم وحلقوا شعرها”.. مسلمة من الإيغور تكشف التعذيب الذي واجهته بمعسكر صيني

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/23 الساعة 11:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/23 الساعة 11:22 بتوقيت غرينتش
الإيغور المسلمين/مواقع التواصل

تروي غلبهار هايتيواجي، التي تنتمي لأقلية الإيغور المسلمة المضطهدة في الصين، تجربتها في معسكرات إعادة التأهيل الصينية وكيف تسبب سجّانوها في إصابتها بالعقم في كتابها How I Survived a Chinese "Reeducation" Camp: A Uyghur Woman's Story، الذي من المقرر أن يصدر في 22 فبراير/شباط 2022.

في تقرير نشرته صحيفة The Daily Mail البريطانية قالت غلبهار: "قادنا الحراس واحدة تلو الأخرى إلى مستوصف مؤقت، ووجدنا رجالاً يرتدون معاطف طبية في انتظارنا. ولم يكن أمامنا خيار.

الإصابة بالعقم 

السيد غلبهار هايتيواجي التي تنتمي لأقلية الإيغور قالت إن أحد المشرفين قال لها: "لا بد أن تأخذي اللقاح. أنتِ في الخمسين من عمرك، وجهاز مناعتك لم يعد كما كان من قبل، وإذا لم تأخذي اللقاح فستصابين بالإنفلونزا".

أضافت: "بدافع الخوف من أن يؤذوني إذا لم أوافق وقعت على مستند أوافق فيه على تلقي اللقاح، وحقنني أحد الرجال في وريد ذراعي، كنت شديدة الغباء".

كذلك واستدلالاً بنماذج أخرى تعرضن لنفس المشكلة، قالت غلبهار: "أخبرتني نساء أخريات في معسكر الاعتقال أن دورتهن الشهرية توقفت بعد فترة وجيزة من هذه "التطعيمات". وكانت الفتيات الصغيرات يبكين ويندبن، فقد كن يأملن أن يتمكنّ من تكوين أسرة بعد إطلاق سراحهن من المعسكر".

مشيرة إلى أنها حاولت أن تهدّئ من روعهن، رغم أن فكرة مخيفة كانت تنمو بداخلها بالفعل وهي: هل تلجأ الصين إلى إصابة النساء بالعقم؟

تحذير من تناول اللقاح

السيدة تقول في شهادتها كذلك: "الآن علمت أنني كنت محقة في مخاوفي. وكل يوم حين أرى السجينات المستجدات المرتعبات كانت تراودني رغبة في أن أصرخ: "انتبهن، لا تأخذن اللقاح"، ولكن ما الفائدة؟ فدور كل واحدة منهن سيأتي حتماً، وأنا سأُعاقب، لذلك لم أتفوه بكلمة".

فيما كشفت أنها مثل أكثر من مليون شخص من الإيغور، فقد كانت معتقلة في معسكر "إعادة تأهيل" صيني.

اضافت: "العملية تبدأ بتجريدك من هويتك. يسلبونك اسمك وملابسك وشعرك، ثم يجبرونك على ترديد أمجاد الحزب الشيوعي مراراً وتكراراً لمدة 11 ساعة يومياً، في حجرة دراسة بلا نوافذ، ويعاقبونك إذا توقفت".

كذلك قالت: "وفي المعسكر لم أكن غلبهار، بل رقم 9، ومنعوني من التحدث بلغة الإيغور أو الصلاة وانخفض وزني بشدة، وأثّر الضوء الساطع على قدرتي على الرؤية، وتحت عينيّ انتشرت هالات سوداء مخيفة، وكان قلبي ينبض بضعف شديد، لدرجة أنني لا أشعر به حين أضع راحة يدي على صدري".

أما بخصوص آليات العقاب في مكان الاحتجاز فقالت غلبهار: "حين يقرّرون أنني انتهكت القواعد كانوا يصفعونني، أو في إحدى المرات قيدوني بالفراش لمدة أسبوعين، كما قاسيت استجوابات كابوسية استمرت لمئات الساعات، حتى استولت الفوضى على روحي تدريجياً".

الإيغور الصين الاتحاد الأوروبي

تعذيب وحشي 

في السياق ذاته تقول غلبهار: "وكل أسبوع كانوا يأخذون بعض النساء ولا نراهن ثانية أبداً، وأثناء الليل كنا نستيقظ على صراخ مرعب، كما لو كان أحدهم يتعرض للتعذيب في الطابق العلوي".

مضيفة: "كنا نستمع في صمت وجمود تامّين إلى هذه الأنّات التي تخترق سكون الليل، كانت صرخات النساء تتعالى، ويتوسلن الحراس أن يتوقفوا عن تعذيبهن".

كذلك: "وحين تندفع يد عنيفة بماكينة حلاقة الشعر في رأسي كنت أغمض عينيَّ، وأفكر في أنهم ربما يجهزونني للمشنقة أو الكرسي الكهربائي أو إغراقي".

مشيرة الى أن زوجها وابنتيها غولهومار وغولنيغار لم يكن لديهم أي فكرة عن مكان وجودها، وقد ظنوا أنها في عداد الأموات،  مضيفة أنها لا تستطيع أن تنسى هذه الفترة المريعة.

تحميل المزيد