ألغت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن (42 عاماً) احتفالات زفافها، في الوقت الذي تكافح فيه الدولة الواقعة في المحيط الهادئ مع تفشي المتحوِّر سريع الانتشار لفيروس كوفيد-19.
وتقول صحيفة Washington Post الأمريكية، إن أرديرن -التي تصدَّرَت عناوين الصحف العالمية في 2018 عندما أنجبت طفلةً، ثم أحضرت ابنتها البالغة من العمر ثلاثة أشهر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة- كانت قد خطَّطَت للزواج من شريكها كلارك جيفورد، منذ فترةٍ طويلة، خلال فصل الصيف في نصف الكرة الجنوبي.
"لن يُعقد حفل زفافي، هكذا هي الحياة"
لكن أرديرن أعلنت الإلغاء خلال مؤتمرٍ صحفي اليوم الأحد، 23 يناير/كانون الثاني، كشفت فيه عن إجراءاتٍ جديدة للصحة العامة وقيودٍ على التجمُّعات العامة للحدِّ من انتشار الفيروس.
وقالت رئيسة الوزراء، للصحفيين: "لن يُعقَد حفل زفافي، لكنني انضممت فقط إلى العديد من النيوزيلنديين الآخرين الذين مروا بتجربةٍ مثل هذه نتيجة الجائحة، هكذا هي الحياة".
وأضافت أرديرن: "لا فرق بيني وبين آلاف المواطنين الذين تعرضوا لأضرار أكبر، مثل عدم القدرة على البقاء مع أفراد أسرهم أحياناً عندما يشتد عليهم المرض".
إجراءات صارمة في البلاد
ظلَّت نيوزيلندا بعيدةً في الغالب عن متحوِّر أوميكرون حتى الآن، ولا تزال حدود الدولة مُغلَقةً أمام الزوَّار الدوليين، وقد علَّقَ المسؤولون مؤخراً الحجوزات الجديدة في نظام الحجر الصحي الإلزامي في البلاد للمواطنين العائدين، خوفاً من تسرُّب الفيروس إلى المجتمع من تلك المرافق التي تديرها الحكومة.
وقالت أرديرن يوم الأحد إن عائلةً مُكوَّنة من تسعة أشخاص سافروا من الجزيرة الجنوبية في البلاد إلى أوكلاند لحضور حفل زفاف هذا الشهر، ثبتت إصابتهم بمتحوِّر أوميكرون. وقالت إن مضيفة طيران تلقَّت التلقيح بالكامل التقطت الفيروس على نفس الرحلة، وعملت في أربع رحلاتٍ إضافية بعد ذلك.
وقال جيمس أوشر، خبير مكافحة العدوى في جامعة أوتاغو النيوزيلندية: "بالنظر إلى تفشي متحوِّر أوميكرون بالخارج، كان هذا أمراً لا مفر منه". وأضاف: "من غير المُرجَّح أن نتمكَّن من القضاء على ذلك".
ألف حالة يومية متوقعة في نيوزيلندا بسبب أوميكرون
بالنسبة لمعظم فترة الجائحة، عملت نيوزيلندا بجد للقضاء على الفيروس من شواطئها، إذ تحافظ على نظامٍ لتتبُّع الاتصال، ويحاول مسؤولو الصحة رسم خريطةٍ وإخطارٍ لكلِّ شخصٍ قد يكون على اتصالٍ بشخصٍ ناقلٍ للعدوى.
ولكن، كما وجدت السلطات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، فإن هذه المهمة تزداد صعوبةً بسبب متحوِّر أوميكرون سريع التفشي، الذي ينتشر على نحوٍ أسرع وأبعد من متحوِّرات الفيروس الأخرى.
وشهدت نيوزيلندا حوالي 15 ألف حالة مؤكَّدة، و52 حالة وفاة منذ بدء الجائحة. وتوقَّعَت أرديرن أن ترتفع أعداد الحالات إلى ألف حالة يومياً في الأسابيع المقبلة، وهو أعلى بكثيرٍ مِمَّا شهدته البلاد في أيِّ وقتٍ خلال الجائحة.
من هي جاسيندا أرديرن؟
وعلى مدار السنوات الماضية، استطاعت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، القيادة النسائية المشهورة في البلاد، تحقيق مزيد من النجاحات لتضاف إلى سجل تاريخها الحافل رغم صغر سنها، إذ فازت بفترة ولاية ثانية في البلاد في عام 2020، فيما تستمر سياساتها الذكية في احتواء الجالية المسلمة ودعم حقوق المرأة هناك.
وفي مارس/آذار 2019، أثارت أرديرن الإعجاب بأسلوبها وتعاطفها مع ضحايا الهجوم الإرهابي الذي هزّ نيوزيلندا، بعد قيام رجل مؤمن بتفوق العرق الأبيض بقتل 51 مصلياً في مسجدين بمدينة كرايستشرش الجنوبية.
حيث نجحت رئيسة وزراء نيوزيلندا آنذاك في احتواء الأزمة، لاسيما عقب قرارها فرض قيود على حيازة السلاح، وحثها على ضرورة احتواء خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي.
إذ برزت مع الجريمة التي طالت المسلمين في نيوزيلندا الشخصية السياسية لأرديرن، بعد أن تعاملت بذكاء سياسي واضح مع الأزمة، ما دفع الكثير من رؤساء العالم وممثلي الجاليات المسلمة حول العالم للثناء على موقفها السياسي.