استولى مستوطنون إسرائيليون، يوم الجمعة 21 يناير/كانون الثاني 2022، على قطعة أرض في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال ونائب رئيس البلدية الإسرائيلية في القدس، بحسب ما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 21 يناير/كانون الثاني 2021.
حيث نصب المستوطنون سياجاً حول قطعة الأرض التي أكدت عائلة "سالم" الفلسطينية في حي الشيخ جراح أنها ملكاً لهم.
وتم وضع السياج في محيط الأرض، وسط احتجاج أفراد عائلة "سالم"، الذين أكدوا أن الإجراء تم بشكل غير قانوني، ودون الحصول على إذن من المحكمة.
لكن شرطة الاحتلال اعتدت على السكان المحليين وفلسطينيين ونشطاء سلام إسرائيليين وأجانب، احتجوا على قرارات إخلاء منازل بالحي الذي يعتبر الحي المقدسي الأقرب إلى البلدة القديمة بالقدس.
في حين استخدمت الشرطة القوة لإخراج النشطاء من الأرض، واعتقلت عدداً منهم.
بينما لم تصدر الشرطة الإسرائيلية تعليقاً على الاعتداء.
وقفة احتجاجية حي الشيخ جراح
كان المئات من الفلسطينيين ونشطاء السلام الإسرائيليين والأجانب، قد وصلوا إلى حي الشيخ جراح، لتنظيم الوقفة التي تتم بشكل أسبوعي في الحي منذ سنوات، احتجاجاً على الاستيطان.
حينها رفع المتظاهرون العلم الفلسطيني وهتفوا بشعارات منها "الاحتلال إلى زوال" و"المستوطنون سارقون"، كما حملوا لافتات كتب عليها "لا للاحتلال" و"لا للتهجير".
في حين كانت أعداد المشاركين في وقفة الجمعة، أكبر من الأسابيع السابقة.
من جهتها، أكدت السيدة الفلسطينية فاطمة سالم (73 سنة)، وهي من عائلة "سالم"، أنها أصيبت بكسر في ذراعها بعد أن هاجمها أرييه كِنغ نائب رئيس البلدية الإسرائيلية في القدس، لافتة إلى أنها تعيش في المنزل مع ابنها وابنتها وعائلاتهم منذ عقود.
فيما لفتت فاطمة إلى أن المستوطنين اعتدوا بالضرب على ابنها إبراهيم ودفعوها أثناء محاولتهما التصدي لهم.
فاطمة أضافت: "كانت الشرطة الإسرائيلية حاضرة ولم تمنعهم. كانوا يقفون مع المستوطنين ضدنا وتركوهم يحيطون الأرض بالسياج، ثم هاجمونا، ودفعوني من على الكرسي".
تابعت السيدة الفلسطينية: "أخبرونا بأنهم سيأخذون المنزل منا. وهذا ظلم، وأقول هذا للعالم كله. الله وحده قادر على هزيمتهم، لكننا لن نغادر المنزل، هذه حياتنا، وذكرياتنا، فليقتلوننا داخله، لكننا لن نرحل".
إخلاء منازل فلسطينية
يشار إلى أن الجماعات الاستيطانية تحاول منذ السبعينيات، إخراج عائلة سالم من منزلها. وفي السنوات الماضية، كثفت جماعات إسرائيلية محاولاتها للاستيلاء على أكبر عدد ممكن من المنازل في حي الشيخ جراح.
أما على الجانب المقابل لمنزل عائلة "سالم" فتتواجد عشرات العائلات الفلسطينية التي تواجه أيضاً خطر الإخلاء من منازل أقامت فيها من عام 1956 لصالح مستوطنين إسرائيليين.
يُذكر أن مستوطنين استولوا، خلال السنوات الماضية، على عدد من المنازل في الحي بالإمكان تحديدها من خلال العلم الإسرائيلي الذي يرفرف عليها.
فمنذ عام 2021 الماضي، يستقطب حي الشيخ جراح اهتماماً دولياً، مع تصاعد الدعوات الدولية لوقف تهجير العائلات الفلسطينية من منازل أقامت فيها منذ عقود.
كانت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) قد ذكرت أن مستوطنين إسرائيليين اقتلعوا عدة أشجار من الأرض وأحاطوها بسياج الأسبوع الماضي. والعائلات أزالت السياج بعد ذلك.
جدير بالذكر أن انتهاكات إسرائيلية، قبل أشهر، بحق سكان القدس، ولاسيما أهالي الشيخ جراح، تسببت في اندلاع مواجهة عسكرية شرسة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي، في مايو/أيار الماضي، دامت 11 يوماً.