طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، السبت 22 يناير/كانون الثاني 2022، بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم ارتكبتها إسرائيل عام 1948، وذلك في أعقاب ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مقبرة جماعية لشهداء قرية "الطنطورة" الفلسطينية (شمال).
حيث قالت الوزارة، في بيان، إن "جرائم الاحتلال لم تتوقف عند العام 1948، بل لا تزال متواصلة ومستمرة وبشكل عنصري بغيض، ما يستدعي فتح تحقيقات في هذه الجرائم وتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، تأخذ على عاتقها فتح كافة الملفات والقضايا والاستماع إلى الشهود وإجبار الاحتلال على فتح أرشيفه لتبيان الحقيقة وحجم الجرائم والمجازر التي تم ارتكابها".
فيما طالبت بـ"الكشف عن الطرق التي اتبعتها إسرائيل لطمس وإخفاء الجرائم والمقابر الجماعية للتغطية على فظاعة ما ارتكبته من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
حملة دولية واسعة
كما أضافت أن "المطلوب حملة دولية واسعة لإنصاف الضحايا الفلسطينيين ومعاقبة المسؤولين الإسرائيليين والمؤسسة الرسمية الإسرائيلية التي تواصل إخفاء بشاعة تلك الجرائم والمجازر والتستر عليها".
كانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد كشفت، الجمعة، عن قبر جماعي، لفلسطينيين، قتلوا إبّان حرب 1948 على شاطئ مدينة قيسارية الشهير، في شمالي البلاد، منوهة إلى حدوث عمليات "قتل جماعي للعرب بعد استسلام قرية الطنطورة حينها".
أيضاً أشارت الصحيفة إلى أن فيلماً وثائقياً للمخرج ألون شوارتز، بعنوان "الطنطورة" سيُعرض الأسبوع القادم عبر الإنترنت، ويتضمن شهادات جنود إسرائيليين شاركوا في تلك المجزرة.
بحسب الصحيفة، فقد تم دفن نحو 200 فلسطيني بعد إعدامهم في قبر جماعي يقع حالياً تحت ساحة انتظار سيارات "شاطئ دور".
انتهاكات إسرائيلية مروعة
بدوره، أشار ميكا فيكون، وهو جندي إسرائيلي سابق، إلى أن "ضابطاً أصبح في السنوات اللاحقة رجلاً كبيراً في وزارة الدفاع، قتل بمسدسه عربياً تلو الآخر".
من جهته، قال جندي سابق آخر، لم تسمه الصحيفة: "ليس من الجيد قول هذا. لقد وضعوهم في برميل وأطلقوا عليهم النار في البرميل. أتذكر الدم في البرميل"، مضيفاً: "ببساطة لم يتصرفوا مثل البشر في القرية".
كان مؤرخون فلسطينيون قد وثقوا مجزرة الطنطورة التي وقعت ليلة 22 ـ 23 مايو/أيار عام 1948.
لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نقل شهادات عن جنود إسرائيليين تواجدوا خلال المجزرة، فضلاً عن أنها المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن موقع القبر الجماعي.
في حين يؤكد فلسطينيون أن المجموعات اليهودية المسلحة نفذت العديد من المجازر بالقرى الفلسطينية خلال حرب 1948 لإجبار سكانها على الرحيل.
يشار إلى أن الفلسطينيين يطلقون على هذه الأحداث اسم "النكبة" التي أدت إلى تشريد الفلسطينيين من قراهم ومدنهم.
كان مركز الإحصاء الفلسطيني (حكومي) قد قال، في تقرير نشره في شهر مايو/أيار الماضي: "شكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت هذه النكبة من عملية تطهير عرقي حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه".
التقرير نوه إلى أنه "تم تشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية".
كذلك أكد التقرير أن "الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة سيطر على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني".