أمرت وزارة الخارجية الأمريكية عائلات موظفي السفارة الأمريكية في أوكرانيا بالبدء في إخلاء البلاد اعتباراً من يوم الإثنين 24 يناير/كانون، حسبما صرح مسؤولون أمريكيون لشبكة فوكس نيوز الإخبارية، وذلك مع تصاعد احتمالات الغزو الروسي.
وقالت الشبكة مساء السبت 21 يناير/كانون الثاني 2022، إن الخارجية ستحث أيضاً المواطنين الأمريكيين في أوكرانيا على مغادرتها عبر الطيران التجاري، وذلك "بينما لا تزال هذه الرحلات متاحة"، على حد قول أحد المسؤولين.
شحنات الأسلحة الأمريكية تصل أوكرانيا تباعاً
وفي وقت متأخر من ليلة الجمعة 20 يناير/كانون الثاني، أعلنت السفارة الأمريكية في كييف أن الشحنة الأولى من الذخيرة قد وصلت بناءً على توجيهات الرئيس جو بايدن.
وأعلنت دول البلطيق، المنضوية في عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إرسالها صواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات إلى أوكرانيا؛ تحسباً لأي غزو روسي محتمل.
فيما أكدت، في بيان، أنها سترسل صواريخ جافلن وستينغر الأمريكية الصنع بعدما قالت إنها تلقت إذناً من الولايات المتحدة في هذا الصدد بداية الأسبوع، بخصوص تلك الأزمة التي أثارت مخاوف من نشوب صراع مسلح.
كما أضاف بيان دول البلطيق الثلاث- لاتفيا وإستونيا وليتوانيا، وهي جمهوريات سوفييتية سابقة بها أقليات تتحدث الروسية: "في ضوء تصاعد الضغط العسكري لروسيا في أوكرانيا والمنطقة، قررت دول البلطيق الاستجابة لحاجة أوكرانيا وتقديم مساعدة دفاعية إضافية".
هذه المساعدات ستعزز، وفقاً للبيان ذاته، بشكل أكبر، قدرة أوكرانيا على "الدفاع عن أراضيها وسكانها في حال (وقوع) عدوان روسي". إذ سترسل إستونيا صواريخ جافلن المضادة للدبابات، فيما سترسل لاتفيا وليتوانيا صواريخ مضادة للطائرات من طراز ستينغر.
"كييف أصبحت في مرمى النيران"
ووصلت خلال اليومين الماضيين، طائرات مقاتلة روسية متطورة إلى بيلاروسيا، الجارة الشمالية لأوكرانيا.
وقال مسؤول أمريكي لفوكس نيوز تعليقاً على ذلك، إن البنتاغون قلق من أن "العاصمة الأوكرانية أصبحت الآن في مرمى النيران".
وأضاف مسؤول آخر أن الحكومة الأمريكية تخطط لنقل "طن" من الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا في الأيام المقبلة، غير الذي وصلها حتى الآن.
في وقت سابق من الجمعة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده تتوقع رداً مكتوباً من الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، على مقترحات موسكو الأمنية الأخيرة التي قدمتها، وسط توترات مع الغرب.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده لافروف بمدينة جنيف السويسرية، عقب اجتماع مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن. حيث أكد الوزير الروسي أن بلاده "أكدت مراراً أنها لا تنوي مهاجمة أوكرانيا"، لافتاً إلى أن "حلف شمال الأطلسي يعمل ضد روسيا، وبالتالي فإن موسكو تعارض توسّع الحلف إلى الشرق".
بينما لم يحقق وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي انفراجة تُذكر في هذه المحادثات حول أوكرانيا، لكنهما اتفقا على مواصلة المحادثات لحل هذه الأزمة.
بلينكن يحذر روسيا من رد "سريع وحاسم"
من جهته، حذّر الوزير الأمريكي من رد "سريع وحاسم" إذا غزت روسيا أوكرانيا بعد أن حشدت قوات بالقرب من حدودها. لكن الوزيرين قالا إنهما مستعدان لمزيد من الحوار في المستقبل، وقال بلينكن إنه ما زال يرى فرصة لتحقيق المطالب الأمنية للطرفين.
في حين تشمل مطالب روسيا وقف تمدد حلف شمال الأطلسي شرقاً وعدم قبول عضوية أوكرانيا فيه مستقبلاً.
يشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.
في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطط لشن هجوم جديد على دولةٍ غزتها في 2014، لضم شبه جزيرة القرم.
إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشن أي هجوم، لكنها تقول إنها قد تقْدم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.