ردّت شركة الخطوط الجوية القطرية، الجمعة 21 يناير/كانون الثاني 2022، على قرار شركة إيرباص توسيع النزاع حول طائرات ركاب بها أضرار وقيامها بإلغاء عقد طائرات "إيه 321".
وتصاعد الخلاف بين شركة إيرباص وشركة الخطوط الجوية القطرية بشأن طائرات "إيه350" موقوف تشغيلها وأخرى لم يتم تسليمها، وذلك بعدما أعلنت إيرباص، الخميس 20 يناير/كانون الثاني، عن إلغاء عقد منفصل يتعلق بخمسين طائرة من طراز "إيه321 نيو" الأصغر حجماً تعتزم الخطوط الجوية استخدامها في تدشين مسارات جديدة.
من جهتها، عرضت شركة الطيران الخليجية، الجمعة، لقطات مصورة تُظهر أضراراً على سطح اثنتين من طائرات إيرباص من طراز "إيه 350″، منعتهما الهيئة التنظيمية القطرية من الإقلاع، وهي أول صور رسمية تظهر في النزاع مع شركة صناعة الطائرات الأوروبية.
يُظهر مقطع فيديو نشرته الخطوط الجوية القطرية، عيوباً في طبقة الطلاء، فضلاً عن تآكل بطبقة تحت السطح للحماية من الصواعق.
كما تُظهر الصور مرة أخرى الأضرار نفسها في طائرات من الطراز نفسه، نشرتها رويترز بشكل حصري، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
في السياق نفسه، اعتبرت "الخطوط القطرية" أنّ "سعي إيرباص لتوسيع وتصعيد النزاع حول الطائرات إيه 350 بإلغاء عقد طائرات إيه 321، أمر يدعو للأسف والإحباط".
خلاف حاد وصل إلى القضاء
تزيد الخطوة من اتساع هوة خلاف يكاد يتحول إلى صدام نادر في ساحة القضاء مع تحديد موعد لجلسة إجرائية هو 26 أبريل /نيسان، في لندن، لنظر دعوى قضائية تطالب فيها "الخطوط القطرية" بأكثر من 600 مليون دولار تعويضاً من إيرباص، بسبب عيوب في طائرات من طراز "إيه350".
حسب وكالة "رويترز" للأنباء، نقلاً عن مصادر مطلعة على الأمر، فإن إيرباص كشفت عن إلغاء عقد طائرات "إيه320 نيو" في وثيقة أولية للمرافعات قُدمت خلال جلسة تحديد موعد نظر نزاع طائرات "إيه350" بدائرة تابعة للمحكمة العليا في بريطانيا يوم الخميس.
كما قال متحدث باسم إيرباص: "نؤكد أننا أنهينا بالفعل عقد 50 طائرة من طراز إيه321 مع الخطوط الجوية القطرية بما يتماشى مع حقوقنا".
كذلك، من المتوقع أن تحاول الخطوط الجوية القطرية منع إلغاء العقد، بعدما قالت إنها تنوي تسلم الطائرات رغم رفضها تسلم مزيد من طراز "إيه350" إلى حين حل النزاع المتعلق بتآكل في سطح تلك الطائرات الأكبر حجماً.
كما أكدت في دعوى قضائية، أنها "تدرس العواقب العملية" للقرار المتعلق بطائرات "إيه321″، مضيفةً أن شركة إيرباص لا يحق لها إعلان حدوث "إخلال ببنود العقد" استناداً إلى رفض قطر شراء مزيد من طائرات "إيه350" في النزاع الرئيسي.
بينما لم يصدر بعدُ تعليق من شركة الطيران بخصوص عقد "إيه321" الذي يعود لطلبية ترجع لعشر سنوات بقيمة 4.6 مليار دولار، وفقاً لقائمة الأسعار الخاصة بالمصنّع وكانت في الأصل لطائرات أصغر حجماً.
الخطوط الجوية القطرية تؤكد أن طائرات "إيه321" ستساعدها في تسيير رحلات إلى أسواق جديدة ليس بها طلب كافٍ حالياً على الطائرات الأكبر حجما ولكنها أبعد من المسافات التي يغطيها طراز "إيه320" الأصغر.
هذا، ومن المقرر تسليم أول طائرة من طراز "إيه321 نيو" لقطر في فبراير/شباط 2023، وفقاً لشركة الطيران.
فيما يقول خبراء الصناعة إن هذا الطراز الذي يحظى بإقبال شديد، يمكن إعادة بيعه بسهولة عكس الطائرات الكبيرة مثل "إيه350" التي تشهد انخفاضاً في الطلب مع تفاقم الوضع بسبب الوباء.
خلاف حول منع التحليق
فقد دخلت الشركتان في خلاف منذ شهور حول أضرار في طائرات "إيه350″، من بينها عيوب في الطلاء وتشقُّق بإطارات النوافذ وتآكل في طبقة للحماية من الصواعق.
الخطوط الجوية القطرية أوردت أن الهيئة التنظيمية المحلية أمرتها بوقف تحليق 21 من أصل 53 طائرة "إيه350" مع بدء ظهور المشاكل، مما أطلق شرارة نزاع مرير مع إيرباص، التي أقرت بوجود مشاكل فنية، لكنها تقول إنه لا توجد مشكلة تتعلق بالسلامة.
لذلك، تطالب الخطوط الجوية القطرية بتعويضٍ قدره 618 مليون دولار عن الطائرات الإحدى والعشرين المتوقفة، بإضافة إلى أربعة ملايين دولار عن كل يوم يمر. ومن شأن التطورات المتعلقة بالطائرة "إيه321" أن تزيد من تلك المطالبات.
كما تطلب شركة الطيران من القضاة البريطانيين أن يأمروا إيرباص، ومقرها فرنسا، بألا تحاول تسليم مزيد من الطائرات حتى إصلاح ما تصفه "الخطوط القطرية" بأنه عيب في التصميم.
فيما عبرت إيرباص عن استنكارها "جملةً وتفصيلاً"، مزاعم شركة الطيران أمام القضاء، واتهمتها بمحاولة تصوير المشاكل خطأ على أنها تتعلق بالسلامة.
كما أشارت إلى أنها ستدفع بأن شركة الطيران المملوكة للدولة دفعت الهيئة التنظيمية إلى وقف تحليق الطائرات لنيل التعويض، في حين تشكك "الخطوط القطرية" في التصميم وتتهم إيرباص بعدم تقديم دراسات حوله، بحسب المصادر.