أعلنت دول البلطيق، المنضوية في عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الجمعة 21 يناير/كانون الثاني 2022، إرسالها صواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات إلى أوكرانيا؛ تحسباً لأي غزو روسي محتمل.
فيما أكدت، في بيان، أنها سترسل صواريخ جافلن وستينغر الأمريكية الصنع بعدما قالت إنها تلقت إذناً من الولايات المتحدة في هذا الصدد بداية الأسبوع، بخصوص تلك الأزمة التي أثارت مخاوف من نشوب صراع مسلح.
كما أضاف بيان دول البلطيق الثلاث -لاتفيا وإستونيا وليتوانيا، وهي جمهوريات سوفييتية سابقة بها أقليات تتحدث الروسية: "في ضوء تصاعد الضغط العسكري لروسيا في أوكرانيا والمنطقة، قررت دول البلطيق الاستجابة لحاجة أوكرانيا وتقديم مساعدة دفاعية إضافية".
هذه المساعدات ستعزز، وفقاً للبيان ذاته، بشكل أكبر، قدرة أوكرانيا على "الدفاع عن أراضيها وسكانها في حال (وقوع) عدوان روسي".
إذ سترسل إستونيا صواريخ جافلن المضادة للدبابات، فيما سترسل لاتفيا وليتوانيا صواريخ مضادة للطائرات من طراز ستينغر.
"وقف السلوك العدواني"
من جهته، قال وزير الدفاع الليتواني أرفيداس انوسوسكاس: "نأمل بصدق ألا تضطر أوكرانيا إلى استخدام هذه الأسلحة"، مؤكداً أن "دول البلطيق تحض روسيا على وقف سلوكها العدواني وغير المسؤول"، ومشيراً إلى أن الأسلحة ستسلَّم "في مستقبل قريب".
بدوره، اعتبر وزير الدفاع الإستوني، كالي لانيت، أن "من المهم دعم أوكرانيا بكل الأشكال الممكنة".
كانت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية قد كشفت، الخميس، أن وزارة الخارجية الأمريكية سمحت لثلاث دول من الحلفاء في حلف شمال الأطلسي بتزويد أوكرانيا بصواريخ مضادة للدبابات وأسلحة أمريكية أخرى لم تحددها.
يشار إلى أن دول البلطيق الثلاث كانت قد انضمت إلى حلف الناتو يوم 29 مارس/آذار 2004، بعد أن انتابها قلق متزايد من أن يؤدي الصراع في أوكرانيا وضم روسيا شبه جزيرة القرم، إلى زعزعة استقرارها.
لكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برّر ضم القرم، في كلمة له قبل نحو عامين، بأن بلاده أقدمت على تلك الخطوة، بسبب توسع الناتو في شرقي أوروبا.
لقاء بلينكن-لافروف
في وقت سابق من الجمعة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده تتوقع رداً مكتوباً من الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، على مقترحات موسكو الأمنية الأخيرة التي قدمتها، وسط توترات مع الغرب.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده لافروف بمدينة جنيف السويسرية، عقب اجتماع مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.
حيث أكد الوزير الروسي أن بلاده "أكدت مراراً أنها لا تنوي مهاجمة أوكرانيا"، لافتاً إلى أن "حلف شمال الأطلسي يعمل ضد روسيا، وبالتالي فإن موسكو تعارض توسّع الحلف إلى الشرق".
بينما لم يحقق وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي انفراجة تُذكر في هذه المحادثات حول أوكرانيا، لكنهما اتفقا على مواصلة المحادثات لحل هذه الأزمة.
من جهته، حذّر الوزير الأمريكي من رد "سريع وحاسم" إذا غزت روسيا أوكرانيا بعد أن حشدت قوات بالقرب من حدودها.
لكن الوزيرين قالا إنهما مستعدان لمزيد من الحوار في المستقبل، وقال بلينكن إنه مازال يرى فرصة لتحقيق المطالب الأمنية للطرفين.
في حين تشمل مطالب روسيا وقف تمدد حلف شمال الأطلسي شرقاً وعدم قبول عضوية أوكرانيا فيه مستقبلاً.
بدورها، قالت وكالة الإعلام الروسية، نقلاً عن مصدر في الوفد الروسي، إن روسيا والولايات المتحدة يمكن أن تعقدا اجتماعاً آخر في الشهر المقبل؛ لمناقشة مطالب موسكو الخاصة بالضمانات الأمنية.
يشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.
في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطط لشن هجوم جديد على دولةٍ غزتها في 2014، لضم شبه جزيرة القرم.
إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشن أي هجوم، لكن تقول إنها قد تقْدم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.