لأول مرة منذ تصدّر حزبه نتيجة الانتخابات البرلمانية في المغرب، خرج عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، ليتحدث عما أنجزه بعد مرور 100 يوم على تسلم منصبه.
واختار أخنوش أن يرد على أسئلة الصحفيين بطريقة لم تقنع أغلب متتبعي الرأي العام في المغرب، رغم أنّه فتح أغلب الملفات الداخلية والخارجية.
ولم يكن الخروج الإعلامي لرئيس الحكومة المغربي عادياً، فلقد استعد له الفريق المكلف به منذ أسابيع، في تحضير الأسئلة واختيار الصحفيين الذين سيحاورونه.
واختار رئيس الحكومة أن يكون لقاؤه الأول على القناتين الأولى والثانية العموميتين في المغرب، كما أن اللقاء كان مسجلاً ولم يبث على المباشر كعادة الحوارات السياسية.
طمأنة مبهمة
اختار عزيز أخنوش أن يتحدث للمغاربة بلغة مطمئنة لكنها مبهمة، فلم يقدم أي شيء جديد غير دفاعه عن برنامجه الانتخابي الذي جاء به، ورغبته في تنفيذه كاملاً.
وفي ظل تصاعد نسبة احتجاج المواطن على غلاء المعيشة، تحدث أخنوش عن الأمن الغذائي للمغرب، مؤكداً نجاح الدولة في الحفاظ على استقرار معظم المواد الاستهلاكية الأساسية، التي لو رفعت الدولة يدها عنها لَتضاعفت عدة مرات.
ولأن أسعار المواد الاستهلاكية هي أكثر ما يشغل بال المواطن، فقد اختار رئيس الحكومة أن يعطيها جزءاً مهماً من لقائه، وحصر المواد التي شهدت زيادات في المحروقات وبعض المواد الأولية.
أخنوش، الذي يحمل قبعة رجل الأعمال، اعتبر أن هذه الارتفاعات مؤقتة، وذلك بسبب تأثر سلاسل الإنتاج بظروف الجائحة إما بنقص المعرض في السوق الدولية بسبب إغلاق في جهة ما، وإما بارتفاع الطلب بعد إعادة الفتح.
فتح الحدود
وتعتبر قضية فتح الحدود في المغرب من مطالب المواطنين الراغبين في السفر، خصوصاً أن الحكومة أغلقت بسبب الخوف من تفشي متحور أوميكرون، هذا الأخير الذي ينتشر الآن في المغرب بطريقة كبيرة.
أخنوش رمى بكرة فتح الحدود إلى مرمى اللجنة العلمية، وقال إنه كرئيس حكومة لا يطبق سوى توصيات هذه اللجنة ويترجمها لإجراءات، هذه الأخيرة التي مكّنت من تقليص عدد الموجات الوبائية، حيث وصل المغرب اليوم إلى 3 موجات، في الوقت الذي وصلت فيه دول أخرى إلى 5.
ولم يقدم أخنوش أي جواب واضح عن سؤال حول إمكانية فتح الحدود وقال: "لا يمكن اتخاذ أي قرار بخصوص فتح الحدود من الآن، وإنه سيتم إصدار القرار في الوقت المناسب".
وبخصوص الإجراءات التي يطبّقها المغرب للحد من انتشار الفيروس، أبرز رئيس الحكومة أن الإجراءات المتخذة لحد الساعة لا تتسم بالتضييق والحد من حرية التنقل، ومازالت في مستويات مخففة.
العلاقات الخارجية للمغرب
وعن العلاقات الخارجية للمغرب، اختار أخنوش أن يسير على الخطاب الأخير للملك محمد السادس، فكرر ما قاله وهو أن "من أراد أن يعمل مع المغرب في سياسته الخارجية عليه أن يعرف أمرين سبق أن ذكرهما الملك محمد السادس في خطاباته، وهما الوفاء والطموح".
وأضاف رئيس الحكومة أن "الوفاء يجب أن يكون في قضية الصحراء التي هي قضيتنا الوطنية"، وهنا قصد بحديثه إسبانيا، الجارة الشمالية للمغرب، والتي تتخذ موقف الحياد في قضية الصحراء.
جدير بالذكر أنه بحلول الجمعة 21 يناير/كانون الثاني 2022، تنقضي الـ100 يوم الأولى من عمر الحكومة المغربية برئاسة عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار.